استأنف العرض الفرجوي «نسر قرطاج» نشاطه وعاد إلى دور العرض بعد توقف لمدة أكثر من ستة أشهر بسبب تعرض إحدى ركائز تجسيده الأساسيين وهو أنيس الدريدي إلى كسر في يده. وقد شارك هذا العرض في المهرجان الوطني للفنون الحضرية بباجة الذي انطلق أول أمس واختتم يوم الأحد بالمركب الثقافي بالجهة. هذا العمل الفرجوي الذي تمتزج فيه الموسيقى والحركة هو من إنتاج ميديا سيرفس عن رؤية وتصور لعبد الحفيظ حساينية في بداية السنة الجارية يتميز بشموليته لعديد الفنون واعتماده على الحركات الرياضية والجسد وانفتاحه على قضايا إنسانية واجتماعية مصيرية في تاريخ بلادنا منذ أواسط الثمانينات كان للشباب التونسي في تلك المراحل دور في كبير في تحريك أطوارها منذ ذلك التاريخ وصولا إلى ثورة شباب 14 جانفي. يتحول الجسد في هذا العرض إلى أداة فنية وفكرية من خلال تجسيد صور للتعبير والحكاية والنقد وفتح آفاق استشرافية لتاريخ تونس على نحو ينشده مواطنوها تتحرر فيه من القمع والفساد والديكتاتورية مثلما تحيل على ذلك حركات الرشاقة والقوة الحرة على فضاء العرض. وتجدر الإشارة إلى أن هذا العرض يختلف عما هو متعارف عليه في العروض الفنية الفرجوية إذ لا يعتمد على ممثلين وإنما يجسده على الركح عدد من نجوم الرياضات الفردية المختصة في فنون الحركات الدفاعية والسيرك من بين أبطال العرض أنيس الدريدي وهو خريج المدرسة الوطنية لفنون السيرك وأسامة الطاهري مدرب فنون قتالية ومحرز المسعودي لاعب كاراتيه وغيرهم من الأسماء الأخرى فيما تؤمن العرض موسيقيا العازفة على آلة الناي سمر بن عمارة. إنه على قدر هام من الجمالية والمتعة والثراء لا سيما أنه يعتمد على تطويع الجسد في تجانس وتناغم مع الموسيقى لتقديم لوحات تعبيرية نابعة من فنون الحركة والقتال على طريقة مجموعة من الرياضيين لطالما شدوا الانتباه في المحافل الرياضية بحركات رياضية لا تخلو من جمالية.