اورد وليد البناني القيادي في حزب النهضة ومرافق رئيس الحركة راشد الغنوشي في زيارته الى الجزائر ولقاءاته مع الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة وعدد من اعضاده ان «قيادة حزب النهضة تعتقد ان المحادثات مع الاشقاء في الدولة والمجتمع المدني الجزائري مهمة جدا بحكم الصبغة الاستراتيجية لعلاقات تونس مع الجزائر حاضرا ومستقبلا وبحكم ايماننا في حركة النهضة بضرورة احياء مشروع الاتحاد المغاربي».. ونوه وليد البناني عضو المجلس الوطني التاسسي عن ولاية القصرين بنتائج محادثات وفد حزب النهضة الذي ضم الغنوشي والبناني وسمير ديلو مع الرئيس بوتفليقة ومع رئيس الحكومة الجزائرية ورئيسي غرفتي البرلمان وممثلين عن المجتمع المدني الجزائري.
واورد عضو المكتب التنفيذي لحزب النهضة ان تلك المحادثات التي جرت في الجزائر مع «وفد الحزب الفائز بالمرتبة الاولى في الانتخابات والذي من المقرر ان يشكل امينه العام حمادي الجبالي الحكومة الجديدة تعني ان حزب النهضة يراهن كثيرا على تعاون الشقيقة الجزائر حكومة وشعبا مع تونس ما بعد نجاح اول انتخابات تعددية وديمقراطية فيها». وقال البناني في حديثه ل»الصباح» ان « الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفيلفة ورؤساء الحكومة والبرلمان بغرفتيه اكدوا بدورهم حرصا على التعاون مع حزب النهضة باعتباره حزبا سياسيا وسطيا ومعتدلا يتعاون مع كل القوى السياسية الديمقراطية في تونس وفي المنطقة ومع الحكومة الائتلافية التي من المقرر ان يتراسها ويشارك فيها قياديون من حزب النهضة وشركاؤه في الائتلاف.
العلاقات مع المغرب
لكن هل لن يكون هذا التقارب مع الجزائر على حساب العلاقات التقليدية التي تجمع تونس بالرباط وبعواصم اخرى؟
وليد البناني استبعد ذلك كليا واكد ان قيادة حزب النهضة»على اتصال بالسلطات والاحزاب في المغرب الشقيق وبكل العواصم المغاربية دون استثناء،ومن المؤمل ان يزور الاستاذ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الاشقاء في المغرب وليبيا وموريتانيا وعدد من الدول الصديقة في اوروبا وخارجها. كما سنطور علاقاتنا كحزب ثم كطرف في الحكومة الائتلافية بكل شركاء تونس في الوطن العربي والعالم الاسلامي وفي اوروبا وامريكا وآسيا.. خدمة لمصالح شعبنا ولتحسين فرص الاستثمار والتشغيل في بلادنا»..
الوضع في ليبيا
لكن ماذا عن الاخبار التي اوردت ان الغنوشي اجل زيارة كان سيؤديها الى ليبيا؟ هل تعني وجود تخوفات امنية وسياسية من الوضع في ليبيا؟
البناني نفى ذلك قطعيا ونوه بالعلاقات المميزة التي تجمع حزب النهضة بجل القيادات الليبية قبل الاطاحة بالقذافي وبعده. وفي هذا السياق زار ليبيا مؤخرا وفد رفيع قاده الاستاذ الحبيب اللوز عضو المكتب التنفيذي للنهضة ورئيس قائمة صفاقس في انتخابات التاسيسي. وقد سبق ان زارت وفود عديدة من حزب النهضة ليبيا اثناء الثورة وبعد سقوط القذافي دعما للثوار وللشعب الليبي. ولحزب النهضة علاقات تاريخية مميزة مع جل قيادات التيارالاسلامي بما في ذلك «التيار السلفي المعتدل» وجماعة الاخوان المسلمين الليبية الى جانب الفصائل الاخرى التي بادرت بدورها بتهنئتنا بالثورة وبنتائج الانتخابات. وقد شملت محادثات وفدنا في الجزائر بقيادة الاستاذ راشد الغنوشي تقديم تطمينات للمسؤولين الجزائريين حول الجهود التي يبذلها زعماء التيار الاسلامي في ليبيا لجمع الاسلحة التي لا تزال بين ايدي الثوار والمواطنيين الليبيين.
نظام برلماني
من جهة اخرى وتعقيبا على سؤال اخر ل «الصباح» اورد وليد البناني ان حركة النهضة « تخير النظام البرلماني على النظام الرئاسي مثلما ورد في برنامجها المعلن قبل الانتخابات. لذلك فان اعضاء المجلس التاسيسي سيحترمون هذا الموقف وسيتسمكون بالنظام البرلماني خلال المرحلة الانتقالية في انتظار صياغة الدستور. وهو ما يعني ان رئيس الحكومة الذي سيحضى بثقة غالبية النواب في المجلس الوطني التاسيسي ينبغي ان يكون المسؤول الاول عن السلطة التنيفيذية الى جانب رئيس الجمهورية الانتقالي الذي ينبغي ان تكون صلاحياته اقرب الى سلطات الرئيس في النظام البرلماني».