يرى مدير عام وكالة النهوض بالصناعة والتجديد، فريد التونسي أنّ أسباب مغادرة 117 شركة أجنبية تونس بعد الأحداث التي تلت الثورة أمر طبيعي، وقال خلال الندوة الصحفية التي عقدت أمس بمقر الوكالة استعدادا لتظاهرة "الأيام الترويجية للمبادرة" أنّ هذه الشركات الصغرى والمتوسطة لها في كل بلد وجدت فيه شهادة ولادة وشهادة وفاة ومغادرة هذا العدد من المؤسسات لا يقترن فقط بما جرى خلال الثورة وقد تكون للمغادرة أسباب أخرى تعيشها هذه المؤسسات. وفي السياق نفسه أشار فريد التونسي إلى تقلصّ مستوى الاستثمار الأجنبي في تونس بعد 14 جانفي مباشرة ب34 بالمائة وتراجع هذا التقلص مؤخرا ليصل حاليا إلى 20 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2010. وفسر ر.م.ع. الوكالة هذا التراجع في التقلص بأنّ عديد الشركات الأجنبية بصدد الاستثمار في تونس غير أنّ ذلك لا يحجب عديد الصعوبات خاصة وان هذه المؤسسات تشترط استئناف الاستقرار ألامني والسياسي في البلاد. وأكد فريد التونسي أنّ تظاهرة الأيام الوطنية للمبادرة الخاصة والتجديد التي ستنتظم يومي 29 و30 نوفمبر الجاري بمقر منظمة الأعراف والتي تشارك في تأثيثها الوكالة واتحاد الصناعة والتجارة وبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة والجمعية الألمانية "فريديريش نومان" ستكون فرصة لدفع المبادرة الخاصة والرفع من نسق إحداث المؤسسات، كما ستمكن التظاهرة من ربط قنوات اتصال بين المستثمرين والباعثين.
استعادة الثقة
ولاستعادة ثقة الأجنبي في محيط الاستثمار في تونس اعتبر فريد التونسي أن التظاهرة ستركز على استضافة وفود اوروبية لإحداث شبكات للشراكة، وعلى المستوى الوطني تم اتخاذ التدابير لتشريك عديد الفئات المنتمية للجهات الداخلية في هذه التظاهرة. كما تمّ تخصيص حافلات لتمكين البعض من شباب الولايات الداخلية من الحضور خاصة وان هذه التظاهرة ستكون فرصة لعرض 500 فكرة مشروع للاستئناس بها.
قواعد التمويل
وستتضمن التظاهرة فضاء عرض يخصص لتقديم منتوجات وخدمات تتضمن نماذج ل12 صاحب مشروع مجدد وقعت معاينتهم خلال عمليات الانجاز من قبل محاضن المؤسسات إضافة إلى 4 شركات صناعية كبرى قامت بتطوير عنصر التجديد صلبها و5 هياكل مساندة للباعثين والمؤسسات في مجالات بعث المشاريع. وأفاد فريد التونسي بان التظاهرة ستشمل خلية خاصة بالباعثين الذين لم ينخرطوا في محاضن المؤسسات، أمّا على مستوى التمويل فأكد التونسي أن التمويل يقوم على قاعدتين أساسيتين يجب تكريسهما، أوّلا مكاتب حقيقية في البنوك تشرف على دراسة جدوى المشاريع وثانيا خلق فرص ترويجية تمكن من الاقتراب اكثر من باعثي المشاريع ودعمهم لدى البنوك لإيجاد حلول على مستوى التمويل.