يعمل عدد من المبدعين التونسيين من مختلف قطاعات المشهد الثقافي على تكوين جبهة ثقافية لمجابهة كل من يسعى لتهمش الفنان والمفكر وفي هذا السياق اتصلت الصباح بأحد مؤسسي الجبهة الشاعر شوقي عنزي الذي أكد أن مؤسسي الجبهة ومدعميها يستعدون لتقديم مقترح للمجلس التأسيسي، يطالب بالتنصيص على حرية المبدع وحدوده في دستور ما بعد الثورة وذلك بصفة واضحة وصريحة تقطع مع المرحلة الماضية التي كان فيها المبدع مجرد ظلا للسياسي وفي مواضع كثيرة بوقا للدعاية ولمّاع أحذية. وعن الانطلاقة الأولى للجبهة، أشار محدثنا إلى أن المسرحي صالح حمّودة كان وراء الفكرة واحتضن فضائه «مسار» ولادة هذا المشروع وأضاف الشاعر شوقي عنزي في الإطار ذاته، أن المقترحات الأولية سرعان ما أجهضت بداية الثورة بعد أن وقعت انقسامات في كل قطاع ثقافي لكن مع انتخابات المجلس التأسيسي وما رافقها من خطاب أحادي وإقصائي يغيب الرأي المخالف كان ضرورة أن تعود هذه الجبهة للاجتماع وتواصل أهدافها وهي الحفاظ على حرية الإبداع بدرجة أولى والمساهمة في تطوير القطاع الثقافي من منطلق أنه أحد أسس التنمية في البلاد. ونفى مصدرنا أن تكون الجبهة الثقافية ومقرها فضاء مسار تهاجم ايديولوجية معينة مشددا على أنها مفتوحة للجميع وتضم في صفوفها مختلف الانتماءات والأفكار شرطها الوحيد هو الإضافة للمشهد الثقافي التونسي من قبل المنخرطين في توجهاتها. وأفادنا شوقي عنزي أن الجبهة تبحث حاليا في آليات المقترح الذي ستعرضه على المجلس التأسيسي مبينا أنها لا تملك وصفة جاهزة ولكنها ستأخذ في اعتبارها كل الآراء وتسعى لتفعيلها قانونيا خاصة وأن من بين مدعمي الجبهة الثقافية أطراف خبيرة في مجال القانون. وعن رأيه في بعض المثقفين المسؤولين- بسبب ممارستهم- عن انحطاط حال الثقافة في بلادنا، كشف الشاعر شوقي عنزي أن الجبهة ستعمل على فضح مثل هذه السلوكيات كما ستواجه اللوبي الذي يسيطر على المشهد العام للقطاع الفني والفكري المحلي. وللإشارة فإن الوثيقة الخاصة بتنصيص على حرية المبدع والتعبير المتوقع صدورها بعد أسبوعين من قبل الجبهة الثقافية تضم في صفوفها نخبة من مختلف الأجيال والقطاعات الثقافية في البلاد على غرار الفنانين التشكيلين والمسرحيين وكتاب الأدب وناشريه.