دبي - «الصباح» - من مبعوثتنا الخاصة علياء بن نحيلة في ندوة صحفية عقدها في إطار الاحتفالات التي تنظم هذه الأيام في دولة الامارات العربية المتحدة بمناسبة الذكرى الاربعين لتأسيسها، أعرب الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة عن إشادته بالانتخابات التعددية الأولى التي نظمت في تونس بعد الثورة وتعهد بتعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات وبالخصوص في مجال التشغيل. وأجاب الوزير الاماراتي عن سؤال توجهت له به «الصباح» وتمحور حول العلاقة التي ستربط الإماراتبتونس بعد تغير نظام الحكم فيها وما إذا كانت الإمارات تنوي المساعدة على توفير مواطن الشغل واستئناف مشاريع الاستثمار المعطلة أم أنها ستنتظر مزيد تبلور الأحداث رغم علم الجميع بصعوبة هذه الفترة الانتقالية التي تعيشها تونس على المواطن خاصة، فقال: «اعتبر انني كنت محظوظا لأنني كنت أول مسؤول عربي يزور تونس مباشرة بعد الثورة وشاهدت الأحداث ولمستها عن قرب لذا أرى ان ما حدث في تونس يستحق منا جميعا الإشادة والمباركة وخاصة بالطريقة التي تعاملت بها المؤسسة العسكرية التونسية والمؤسسة الأمنية مع الأحداث دون ان ننسى الدور الكبير الذي لعبته الحكومة الانتقالية وعلى رأسها السيد الباجي قائد السبسي الذي أوصل البلاد ومن معه طبعا الى انتخابات باهرة كانت درسا هاما للدول التي تشهد تغييرات». وأضاف وزير الخارجية الإماراتي: «ومن المهم أن ننتظر أن تتشكل الحكومة الجديدة التي سنتواصل معها لنبحث عن آفاق جديدة للتعامل، ذلك أننا نعتبر أن التجربة التونسية في مجالات شتى تستحق الإشادة والاحترام وتشجع على التعامل والتعاون حيث إننا نعتبر أن تونس أفضل معيار للدول العربية في مجال التعليم وفي مجالات كثيرة أخرى والأكيد أننا سنفيد تونس ونستفيد مما لديكم». وخلال نفس الندوة الصحفية، تمحورت أسئلة الصحافيين حول مواضيع كثيرة ومتنوعة، لعل أهمها التطورات في سوريا بعد اجتماع جدة والموقف الذي ستتخذه الإمارات في صورة ما لم تتقبل السلطات السورية الرؤية المضمنة في البروتوكول العربي، وما إذا كانت أبو ظبي تنوي المشاركة في أية جهود لوضع حد لما يحصل في هذا البلد العربي الشقيق. فكانت إجابة الوزير مقتضبة مفادها انه لا يجب استباق الأحداث بل : «يجب ان نكون متفائلين في ما يتعلق بإمكانية حل الأزمة وان نعطي فرصة اكبر للتفكير في الوضع الصعب الذي وضعت فيه سوريا العرب.. اما عن تنفيذ قرارات وإجراءات البروتوكول العربي فهناك اتصالات مع الدول العربية الأخرى عبر الجامعة طبعا لوضع آليات لتنفيذ هذه القرارات التي لن تتوقف ما لم تساعد سوريا على إيقافها وتجنبها».
صعوبة الحصول على التأشيرة
وفي خصوص العلاقة مع مصر بعد الثورة قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إن «رؤيتنا الإستراتيجية تجاه مصر كانت ومازالت وستستمر بغض النظر عمن يحكم وكيف يحكم. أما بخصوص إشكاليات الاستثمار فإننا لا نطلب من البلدان التي نستثمر فيها غير احترام المستثمر الإماراتي ومعاملته مثلما يعامل المستثمرون على اختلاف جنسياتهم، لا أكثر ولا اقل. وبالنسبة لصعوبة الحصول على التأشيرة فأعتقد أنه لا وجود لأي إشكال على انه يبقى من حق كل دولة ان تعيد النظر وتدقق في بعض المسائل». وعن مجمل المتغيرات والأحداث السياسية في مملكة البحرين أكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات مازالت تعمل على مواصلة دعمها لهذا البلد الشقيق ومساندته ليمكن من المحافظة على أمنه واستقراره وتحقيق تطلعات كافة أبناء شعبه. كما أشار بخصوص دخول دولة الإمارات عمليا عصر إنتاج الطاقة النووية أنه تم توقيع اتفاقيات تعاون مع اليابان وفرنسا وبريطانيا «لتنفيذ برنامجنا النووي السلمي»، واتفاقية للتعاون الثنائي مع الولاياتالمتحدة في مجال الطاقة النووية السلمية التي تهدف إلى تعزيز التعاون لحظر انتشار الأسلحة النووية، ومستويات السلامة والأمن. وأكد الوزير على ان الإمارات تحرص على تطبيق أعلى معايير السلامة والأمن النووي في تنفيذ برنامجها للطاقة النووية السلمي بشفافية تامة، والتزام أعلى بالمعايير المعتمدة، إضافة إلى حرصها على التعاون الوثيق مع الوكالة الدولة للطاقة الذرية.