"مخطئ من يعتقد أن هنالك مجتمعا يستطيع القضاء كليا على ظاهرة الفساد والرشوة وهو خطأ مرده عدم فهم وإلمام بهذه المعضلة التي تلازم الإنسان ورغم ذلك يبقى العمل قائما على تفعيل آليات الحد من هذه الظاهرة".. هذا ما صرح به ل"الصباح" السيد فيصل عجينة (قاضي) أمس على هامش المنتدى الدولي التي انطلقت فعالياته أمس وتتواصل اليوم تحت شعار نظرة وطنية لمكافحة الفساد تكامل بين الفاعلين ببادرة من صندوق الأممالمتحدة الإنمائي وبحضور خبراء دوليين علما أن هذا الملتقى يندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على الرشوة والذي يوافق ال9 من ديسمبر الجاري. وثمن عجينة في السياق ذاته التقرير الذي وصفه ب"الجدي" (الذي أعدته اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الفساد والرشوة) غير ان العمل تشوبه نقائص من ذلك ضيق الوقت الذي حال دون النظر في كل الملفات التي تمّ حصرها. وأورد القاضي في مداخلته التي ألقاها خلال هذا اللقاء الى أن مشاركة المجتمع المدني في التصدي للفساد والرشوة يعكس حراكا إيجابيا للقضاء على هذه المعضلة غير انه من الأجدر التركيز في الوقت الحالي على المحاسبة و الردع مثمنا فكرة إحداث هيئة لمكافحة الفساد في شكليها المؤقت والقار. وأورد أن الرؤية المستقبلية لمكافحة الفساد في تونس يرتكز على منهج تشاركي لا سيما في ظل وجود عديد المؤسسات المختصة كهيئة الرقابة على المصالح العمومية وهيئة الرقابة المالية والادارية. وخلص عجينة الى القول ان غياب الارادة السياسية في مكافحة الفساد ضمن برامج التنمية وتحجير نشر تقارير هيئات الرقابة شجع على استفحال هذه الظاهرة. ولعل ابرز ما ذكره السيد احمد الورفلي (قاضي) انه في ظل التركيز والاهتمام بظاهرتي الفساد والرشوة تم التغافل على الالتفات الى ظاهرة المحسوبية ومقاومتها والتي لا تقل خطورة عن الظواهر السابقة الذكر استنادا الى انه يُلاحظ نوع من الاستسهال في معالجتها. من جهة أخرى ثمن عبد الفتاح عمر رئيس اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الفساد والرشوة النتائج الهامة التي توصلت إليها اللجنة والتي تتطلب مزيد تظافر الجهود للكشف عن الحجم الحقيقي لتفشي هذه الظاهرة وذلك عبر إحداث هيئة قارة لمكافحة الرشوة والفساد على أن تكون لها فروع جهوية ليتسنى عبرها القيام بعملها في أحسن الظروف. تجدر الإشارة الى أن الممثل المقيّم لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية بتونس محمد بلحسين أشار الى أن احتفال تونس لأول مرة باليوم العالمي لمكافحة الفساد، هو اعتراف كبير بإرادة الدولة للقضاء على هذه الظاهرة مشيرا الى أن الفساد يتخذ أشكالا عديدة وهو منتشر في الدول الفقيرة كما الغنية.