ظهر زعيم حزب حركة النهضة راشد الغنوشي على التلفزيون التونسي (سهرة الثلاثاء) بعد انتظار طويل ليعلق على أحداث منوبة حيث عمدت منذ فترة مجموعة من طلبة كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة من السلفيين إلى الإعتصام بالمكان للمطالبة بما تعتبره حق الطالبات المنقبات بالكلية في الإمتحان رغما عن قرار المجلس العلمي للكلية الرافض لذلك وهي أحداث شغلت التونسيين ولا زالت. وفي الوقت الذي توقعنا من زعيم حركة النهضة وهو الذي وإن كان لا منصب سياسي له فإنه يعتبر من بين الشخصيات القوية اليوم في البلاد في الوقت الذي توقعنا منه خطابا يعمل على تهدئة الخواطر والنفوس فإنه قدم عبارة عن مرافعة ساخنة تدين ما أسماه بالمبالغة في التعامل مع الأحداث. كان زعيم الحركة وفيا في إطلالته التلفزيونية في تونس التي تمت بين زيارة إلى الخارج وأخرى إلى حد ما إلى نوعية الخطاب الرسمي لحركة النهضة, خطاب يحاول أن يتجنب الدخول في جدل مباشر مع الخصوم السياسيين والإيديولوجيين بالخصوص ولكن انتقاءه للكلمات وحماسته كلما تعلق الأمر بالمعتصمين بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة مقابل غضبه الذي كان بالكاد يخفيه كلما تعلق الأمر بمن يعتبرهم من المبالغين في نقل الأحداث يبعث على التساؤل إن كان الرجل وهو على ما هو عليه من مسؤولية أخلاقية يحتمها موقعه اليوم في الساحة السياسية للبلاد كزعيم للحزب الفائز بأغلبية المقاعد بالمجلس الوطني التأسيسي على استعداد للقيام بشيء ما من أجل حل المسائل بالوفاق والوفاق للتذكير هو المصطلح الأكثر استعمالا لدى مختلف المتدخلين من مناضلي حزب حركة النهضة وقيادييها منذ أن تصدروا الساحة السياسية والإعلامية بالبلاد. كان زعيم الحركة إذن بالكاد يخفي غضبه وقلل من أهمية الحدث حتى أنه شكك في ما ذهب إليه عميد كلية منوبة من أنه تعرض إلى محاولة حجز وقال أن المسألة مجرد إشاعة واستعمل أسلوبا ساخرا في التعليق على تصريح عميد الكلية في هذا الشأن في عدد من المنابرالإعلامية. لم يفصح زعيم الحركة بالكلمات عن مساندة صريحة لإعتصام الطلبة من السلفيين بالكلية ولكنه لم يعترض عليه ولم يتكلم عن الخسارة التي لحقت الطلبة من جراء هذه الأحداث ولم يحص عدد الساعات من التعليم التي ذهبت عليهم وغيرها من القضايا المرتبطة بأحداث منوبة من أجل أن تمارس طالبة أو بضعة طالبات من بين الآلاف حريتها الشخصية حتى وإن كان ذلك ضد كل القوانين المعمول بها داخل الحرم الجامعي. ومن الصعب فعلا أن نفهم من السيد راشد الغنوشي في تصريحه المذكور موقفا معينا حول المسألة اللهم أن المرأة من حقها أن تكشف فقط عن وجهها وعن كفيها.