افتتحت أول أمس بقاعة الفن الرابع بالعاصمة مسرحية «هي وهو» لنصيب البرهومي الدورة الأولى لمهرجان الخريف بتونس الذي يتواصل من 7 إلى 10 ديسمبر الحالي. نص المسرحية مقتبس عن «آغاثا» للكاتبة الفرنسية الملتزمة مارغريت دوراس وشارك في تجسيده كل من نورهان بوزيان وعبير عامري وعلي بن سعيد وطارق الريابي وذلك في إطار شركة «نسرين للإنتاج». «هو وهي» صراع يضع الحب في خانة الغرابة والمجهول فالتمرد.. حيث تحكم علاقة الرجل والمرأة الرغبة الملتهمة التي «تتهشم على شموخ الكبرياء» كما ذكر أصحاب العمل في تقديمهم لأحدث مشروعاتهم المسرحيّة. والتي اتخذت من كتابات مارغريت دوراس ملهما لخطاب «هو وهي»، كما كرّمت في اللحظات الأخيرة من العمل كاتبة «آغاثا» بعرض بعض أحاديثها على شاشة عملاقة خلف ممثلي العرض. لماذا لا يولد الحب دون حواجز؟ إشكالية دارت حولها أحداث المسرحية التي افتتحت مهرجان الخريف بتونس.. ومنها عكست كل شخصية في العمل مشاغلها وعذاباتها بين المحظور والمرغوب وقيمة الحياة مقابل الموت.. حطام شخصيات أبرزتها لعبة الأداء التي أتقن ملامحها وحركاتها على الخشبة أبطال العمل، فيما أضفت موسيقى القيثارة الحزينة بعدا جماليا على العرض في بعض لحظاته إلا أنها كانت غير موفقة في لحظات أخرى.. ولعلّ تقنيات السينوغرافيا المعتمدة من قبل نصيب البرهومي في «هو وهي» لا تقدم الجديد مقارنة بأعماله السابقة كما أضفى الديكور فوضى على خشبة مسرح الفن الرابع فرغم أن هذا الديكور الفوضوي يحيلنا على أبطال العمل -وحضوره متعمدا- إلا أن تعدد أجزائه المتناثرة على الركح أفقدت المسرح سحر فراغه وجعلت من حركات الممثل مقيدة بمساحات ضيقة. ونشير في هذا السياق إلى أن برمجة شركة «نسرين للإنتاج» لعمل ثان في هذه الدورة وهو «رجاء» للمخرج نفسه وكذلك تكرار بعض الأسماء في العرضين على غرار نورهان بوزيان وعبير العامري قد تدفع على التساؤل حول التنوع في البرمجة خاصة وأن المتفرج خبير بعروض المسرح التونسي وكان من الأفضل لو أن مهرجان الخريف بتونس برمج عروضا أخرى تختلف في طرحها الفني والتقني للمسرح خاصة وأن انتاجات عديدة أنجزت في هذه الفترة، ولعدد من شباب الركح المحلي، تبحث عن فرص أكثر للعرض.