في خطوة غير مسبوقة وخطيرة هاجمت مجموعة من السلفيين مساء أول أمس دار الثقافة بالمكناسي التي كانت تحتضن حفلا لفرقة أولاد المناجم في إطار الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة الكرامة والحرية حيث اعتدت بالعنف على بعض أعضاء الفرقة وأتلفت تجهيزاتها. كما أدى هذا الاعتداء إلى إصابة عدد من الحاضرين بجروح متفاوتة أخطرها إصابة فتاة ناشطة بأحد النوادي الثقافية بكسور في الأضلع إثر إصابتها بسيف على مستوى الكتف مما استوجب نقلها إلى المستشفى المحلي وفقا لبعض مصادرنا . تكفير وتهديد للحريات وفي تصريح خصت به «الأسبوعي» قالت بثينة حمداوي رئيسة جمعية «صمت صوت المواطن التونسي» التي نظمت الحفل بالتعاون مع جمعية «الولاء والوفاء لتونس» إن الأجواء كانت عادية لما فاجأت مجموعة من السلفيين الحاضرين بدارالثقافة واعتدت على أغلب الحاضرين بواسطة أسلحة بيضاء . وتابعت قائلة: «لقد أصابت هذه المجموعة أحد أعضاء الفرقة مما سبب له جرحا عميقا على مستوى الرأس كما واصلت هيجانها واعتدت على منسق الجمعية أسيم غابري وأحد المصورين الذي كان يغطي الحفل إضافة إلى تضرر بعض الحاضرين .لكن الإصابة الأخطر تلقتها إحدى الفتيات التي تم نقلها إلى المستشفى على جناح السرعة ومازالت حالتها الصحية متدهورة لإصابتها بكسور في الأضلع .» وأضافت محدثتنا أن هذه المجموعة فرت إلى أحد المساجد واحتمت به لعدة ساعات كانت خلالها تستخدم مضخمات صوت تصدر تكبيرا متواصلا بعد أن حاصرتها جموع غفيرة من المواطنين الذين استاؤوا من هذه التصرفات الدخيلة على الجهة. وانتظر الجميع لفترة طويلة قبل أن يخرج أحد الأشخاص من المجموعة طالبا الاعتذار والحوار ليسدل الستار على هذه الحادثة دون مواجهات. القانون فوق الجميع وتساءلت الحمداوي عن عدم توفر الأمن رغم توجيه أكثر من مراسلة إلى الجهات الأمنية تضمنت توقيت الحفل ومكانه وهو ما يدعو إلى أكثر من نقطة استفهام على حد تعبيرها . وختمت حديثها معنا بتأكيدها على انه لابد أن يظل القانون فوق الجميع مع ضرورة فتح تحقيق في هذه الحادثة لمحاسبة كل المتورطين لأنه لا سبيل إلى العيش في ظل هاجس الخوف والتكفير وتهديد الحريات خاصة انه تم الاستغناء عن الندوة الاقتصادية التي كان من المبرمج تنظيمها أمس الأحد بحضور ممثلين عن البنوك ووكالة النهوض بالاسثمارات الفلاحية. ومن جهته عبر أنور طاهري الأمين العام ل»حزب الوفاء لتونس» عن تنديده بالاعتداء الذي تعرضت له فرقة أولاد المناجم وإفساد فرحة الجهة بالذكرى الأولى للثورة .وأضاف: «لا حل إلا بالحوار إذ لا نريد أن نؤسس للعنف والعنف المضاد؛ ونحن ندعو لسيادة القانون كي نخرج من شريعة القوة ونطالب بتحقيق في الواقعة ومعاقبة المخالفين للقانون من أي طرف كان» .