صفاقس الصباح: لم يتم اختيار الدورة الثانية من مهرجان الكمنجة من قبل دار الثقافة ساقية الدائر تحت اسم الفنان الراحل قدور الصرارفي في شكل اعتباطي وانما حصل ذلك عن دراية وحكمة واقتناع فالرجل قدم عطاء موسيقيا غزيرا على المستويين الوطني والعربي على امتداد اكثر من اربعة عقود من الزمن اذ كوّن فرقة شباب الفن وادار فرقة علي الرياحي وشارك مع الاستاذ صالح المهدي وعازف القانون البارع ابراهيم صالح في تأسيس اول فرقة موسيقية للاذاعة التونسية سنة 1948 وكان ايضا ضمن المجموعة الاولى التي اسست المعهد الوطني للموسيقى ولحّن قدور الصرارفي العديد من الاوبيرات على غرار «ثورة تونس» و«بين التلال» و«المروج» وكذلك عدة سينفونيات منها ليالي اشبيلية» و«ليالي الاندلس» و«خيالات» وغيرها وكتب باللغتين العربية والفرنسية في عدة صحف ومجلات خلال الاربعينات والخمسينات، كما تولى تعليم الموسيقى للشبيبة الليبية ما بين سنتي 1960 و1963 وكان له الفضل في تأسيس فرقة الاذاعة الليبية وقيادتها: الامر الذي ليس غريبا فالموسيقار قدور الصرارفي هو احد تلامذة الاساتذة «رفائيل سترينو» و«لوي قافا» و«أندري هيدو». مسابقة وجوائز خلال اليوم الاول من هذه الدورة شارك 43 طفلا وشابا في المسابقة الرسمية تم انتقاؤهم قبل يوم من انطلاق الدورة في عملية «كاستينغ» شارك فيه 80 طفلا وشابا من قبل لجنة انتقاء ضمت الاساتذة نجيب العربي وحسان بن عربية وفراس الطرابلسي، اعضاء هذه اللجنة هم الذين رافقوا المشاركين بآلة ايقاع وآلة دف وآلة اورغ. المشاركون في السابقة تتراوح اعمارهم بين 7 سنوات و23 سنة وهم من مستويات تعليمية مختلفة ابتدائي واعدادي وثانوي وعال وخصصت لهم ادارة المهرجان ثلاث جوائز لكل صنف اي انها رصدت اثنتي عشرة جائزة وفي صورة حجب جائزة من الجوائز من قبل لجنة التحكيم المتكونة من الاساتذة محمد ادريس ولطفي عبد المولاه ومحمد الزواري فانه سيتم منح شهادة تقدير لبعض المشاركين هذا وستوزع الجوائز على الفائزين هذا الصباح بدار الثقافة ساقية الدائر. نشاط فكري بدا واضحا من خلال مختلف فقرات هذه الدورة ان مضمونها قد تطور وتحسن بشكل واضح هذه السنة بما تضمنه من نشاط فكري حول تطور آلة الكمنجة وطنيا وعربيا وذلك على المستويين التقني واللحني عبر اجيال عديدة كما اهتم المشرفون على تنظيم هذه الدورة يصنع آلة الكمنجة من خلال اقامة ورشات في الغرض وينتظر في هذا السياق ان تقدم هذه الدورة بعض الاضافات.