شيع نهاية الأسبوع الفارط مئات الأشخاص جنازة التلميذ التونسي مهدي بلحاج (15 سنة) الذي لقي حتفه في اعتداء فظيع بمدينة لياج وقد تم دفنه في «المربع الإسلامي» من إحدى مقابر المدينة البلجيكية وقد ودعه أصدقاؤه والمتعاطفون مع عائلته بالورود والدموع. وتعود أطوار الاعتداء إلى يوم الثلاثاء الفارط عندما غادر مهدي المدرسة الاعدادية سان لويس بلياج بعد إجراء الامتحانات وبينما هو داخل المحطة على مستوى ساحة سان لمبارت ينتظر قدوم الحافلة للعودة إلى البيت، لما عمد شاب بلجيكي من أصل مغربي في الثالثة والثلاثين من عمره إلى فتح النار من بندقية أوتوماتيكية على كل المتواجدين بالساحة ثم ألقى ثلاثة قنابل يدوية نحوهم فتسبب في مصرع خمسة أشخاص بينهم التلميذ التونسي مهدي بلحاج وجرح 126 آخرين قبل أن يقدم على الانتحار حين تفطن لقدوم أعوان الأمن. وقد نددت مكونات المجتمع المدني البلجيكي بهذا الاعتداء «غير الإرهابي» ووصفته ب»المجزرة» التي هزت أمن المواطن البلجيكي رغم أنها حادثة معزولة ونظمت مسيرة صامتة بموقع الجريمة حيث وضعت أكاليل الورود، فيما قالت وسائل الإعلام البلجيكية التي تابعت الجريمة أن المتهم من ذوي السوابق العدلية في الاعتداءات والمخدرات وهو معروف بحمل السلاح. وقال مصطفى التركي إمام جامع «بريسيو» الذي شهد صلاة الجنازة على روح التلميذ التونسي أن «هذا الاعتداء الذي ضرب قلب مدينتنا لا بد أن يوقظ إحساس المواطنين لمزيد التقارب والتضامن.. فالجريمة التي تصيب شخصا أو عائلة إنما تصيب كل الإنسانية...».