إيقاف صديقة المتهم البلجيكية قاد إلى العثور على جثة الطفل بعد أكثر من شهر من وقوع الجريمة بطاقة تفتيش دولية ضد الأب ومحاكمته ستجرى في تونس القاتل سبق له تعنيف ابنه حين كان عمره 9 أشهر وتسبّب له في كسور بساقيه الأسبوعي- القسم القضائي للأسف الشديد... حملت إلينا الأنباء القادمة من بلجيكيا وتحديدا من مدينة لياج أخبارا مؤلمة بخصوص قضية اختفاء الطفل التونسي «جاسون» منذ منتصف شهر فيفري المنقضي والتي تابعنا تطوراتها منذ حدوثها... ففي ندوة صحفية قالت وكيل الجمهورية بلياج «دانيالا رياندارس» أن محققي الشرطة الفديرالية عثروا صباح يوم الخميس الفارط على جثة الطفل مدفونة في غابة تقع بين حي سانت ليونارد وشارع أرنست سولفاي بلياج على بعد بضع مئات من الأمتار من نهج فيفينيس حيث تقع شقة والد الضحية. إنكار فاعتراف وقالت الصحف البلجيكية أن كلبا مدرّبا عثر على الجثة مدفونة وسط الغابة بعد أن قادت صديقة الأب التونسي المحققين إلى تحديد الإطار المكاني للقبر الذي اختاره القاتل لابنه وحسب ذات المصدر فإن الأعوان أوقفوا «فيلومينادي جيرونيمو» (27 سنة) وهي صديقة الشاب التونسي (25 سنة) وتعمل مدرسة بمركز للمعوقين بلياج وأخضعوها لسلسلة من التحريات غير أنها أصرّت على عدم معرفتها بمصير الطفل التونسي «جاسون» أو الوجهة التي سلكها صديقها ولكن وبتشديد الخناق عليها ومحاصرتها بعدّة قرائن مادية خاصة إثر تمديد فترة الاحتفاظ بها على ذمة التحريات انهارت واعترفت بتفاصيل مؤلمة ومثيرة حول حقيقة اختفاء الطفل ووالده في ظروف غامضة. طفل يحتضر وأفادت أن صديقها التونسي اتصل بها هاتفيا يوم 14 فيفري الفارط وطلب منها المجيء إلى محل سكناه وفعلا توجهت مساء إلى البيت حيث فوجئت بالطفل «جاسون» ملقى على أريكة وهو فاقد الوعي وآثار بقع زرقاء بادية على جسمه. وبالتحدث إلى صديقها طلب منها أن تتحول إلى بنك وتسحب له مبلغا ماليا وتحجز له تذكرة بطائرة متجهة نحو تونس وهو ما حصل فعلا إذ أكدت الصديقة البلجيكية للشاب التونسي أنها تحولت إلى أحد البنوك وسحبت مبلغ 260 أورو (أي حوالي 470 دينارا تونسيا) ثم تحولت إلى وكالة أسفار حيث حجزت تذكرة لصديقها الذي في الوقت نفسه تحوّل إلى مغازة واقتنى مسحاة. إخراج الجثة وأضافت صديقة المتهم في اعترافاتها أمام محققي الشرطة الفديرالية بلياج أنها تحولت يوم 15 فيفري إلى شقة صديقها لتسلّمه التذكرة ولكنها فوجئت بالطفل ميتا قبل أن يضع والده جثته (الطفل) في كيس بلاستيكي ثم في حقيبة رياضية وطلب منها مرافقته إلى الغابة حيث ظلّت تتابعه وهو يحفر قبرا لطفله ثم يدفنه فيه بيديه قبل أن يعود إلى البيت. وقالت «فيلومينا» أن صديقها غادر في اليوم الموالي بلجيكيا نحو بلده تونس وبناء على هذه الاعترافات التي مثلت صدمة للرأي العام البلجيكي الذي ظلّ يتابع تطورات اختفاء الطفل «جاسون» لحظة بلحظة تولى المحققون الاستعانة بكلب مدرب للعثور على الجثة التي بدت حين إخراجها على شكل «مومياء» -حسب ما نقلته الصحف البلجيكية- وفي حالة تعفّن بعد أن ظلت أكثر من شهر مدفونة ثم نقلت إلى مصلحة الطب الشرعي. سوابق في العنف وفي سياق متصل ذكرت صحيفة بلجيكية أن الطفل «جاسون» المولود بتاريخ 16 مارس 2006 عانى منذ نعومة أظافره من اعتداءات والده بعد أن تركته والدته إذ احتفظ به في ديسمبر 2006 أي حين كان عمره تسعة أشهر فقط بمستشفى «بلياج» بعد إصابته بكسور في ساقيه وجروح وجاء في تقرير طبي أنها غير ناجمة عن حادث وإنما بفعل فاعل وهو ما دفع بإحدى المنظمات التي ترعى الطفولة على إيواء الطفل بأحد المراكز التابعة لها بينما أودع الأب في تلك الفترة السجن ليس بسبب الاعتداء بالعنف على فلذة كبده وإنما بتهمة أخرى تتعلق بالمخدرات. وحين أطلق سراحه طالب باستعادة ابنه فوافقت المنظمة على تلبية الطلب خاصة بعد أن تأكد أعضاؤها من أن الأب أصبح يقطن في شقة عصرية ومؤثثة غير أن هذا الوالد الشاب تمادى في تعنيف ابنه دون أي سبب مقنع. وذكر بعض الأجوار أن الطفل لم يتفاد اعتداءات والده عليه إلا حينما يكون في المحضنة وكثيرا ما سمعوا صدى صرخاته وبكائه. قتله رفسا بحذائه وفي يوم 14 فيفري الفارط انهال الأب التونسي على ابنه ضربا و«رفسا» بواسطة حذائه ولم يتركه إلا حين أغمي عليه فألقى به على أريكة وتركه بلا طعام ولا شراب حتى الصديقة البلجيكية للأب لم تتدخل أو تحاول إسعاف الطفل عندما حضرت بالشقة. وفي اليوم الموالي تواصلت اعتداءات الأب على الملقى على الأريكة بلا حراك وعندما تأكد من أنه بصدد تعنيف جثة أخفى هذه الأخيرة في كيس بلاستيكي بعد أن لفّها بملابس ثم وضعها في حقيبة رياضية وبمجيء صديقته توجها معا إلى غابة قريبة من البيت حيث دفن القاتل ابنه بعد أن حفر له قبرا بيديه اللتين عوض أن يحتضن بهما فلذة كبده استعان بهما على التخلّص من جثته ودفنها ظنا منه أنه دفن السرّ إلى الأبد قبل أن يستقل في صباح اليوم الموالي أول طائرة متجهة إلى تونس. بطاقة تفتيش دولية هذا وكانت السلطات القضائية البلجيكية أصدرت بطاقة تفتيش دولية في شأن الأب بالتنسيق مع «الأنتربول» (البوليس الدولي) وأرسلت نسخة منها إلى السلطات القضائية التونسية وأكيد أن الأب الذي من المنتظر أن يحاكم في تونس بعد استجوابه من طرف المحققين البلجيكيين لن يطول هروبه... صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: