هل يكون انخفاض أسهمها في عالم الموسيقى وتراجع الطلب على حفلاتها وراء قرارها التوجه للتقديم التلفزيوني الذي رفضته في السابق أكثر من مرة أم أن انخفاض شعبيتها على الساحة الفنية هي السبب في بحثها عن إطلالة مغايرة تسترجع بها إعجاب العرب..؟ لطيفة اختارت قناة "ام.بي.سي" السعودية وبرنامجها "يلا نغني" لتعود كل ليلة سبت للأضواء من جديد..الفكرة غايتها نبيلة وهي تكريم عمالقة الفن العربي بأصوات مطربي اليوم إلى جانب استضافة ممثلين قدموا مسيرة فنية حافلة وشباب من الأغنية الملتزمة..غير أن مضمونها بعد مشاهدتنا للحلقات الثلاث الأولى منها- لم يرتق لمستوى القناة المنتجة ولا قيمة الضيوف المستضافين في "بلاتوه" يلا نغني. فبرنامج المطربة التونسية اكتفى بديكور كلاسيكي باهت وفقرات تنشيطية هزيلة لا ندري من يقف خلف إعدادها هل هم إعلاميون أم أن لطيفة تمارس الارتجال طيلة لحظات المنوعة حيث تكتفي بعبارات المجاملة والإطراء لدرجة تثير ملل المتفرج خصوصا منها الموجهة لقائد الفرقة المصاحبة الدكتور خالد فؤاد فهذا الرجل قيمة موسيقية معترف بها عربيا ودوليا وليس في حاجة لكل هذا الإطراء المبالغ فيه والذي ينم عن فشل لطيفة في دورها كمقدمة برامج تلفزية.. فأغلب عبارات الفنانة التونسية هي شكر للجمهور الحاضر ومشاهدي "ام.بي.سي" وتأكيد حبها لكل مشاهديها العرب وكأنها هي الضيفة لا المحاورة ناهيك على محاولاتها مجاراة ضيوفها في الغناء على غرار الفنانة المصرية أنغام التي تضايقت من ملاحقة لطيفة لها في أغنية فيروز"حبيتك تنسيت النوم" خاصة مع اختلاف طبقة كل واحدة منهما وهذه الحادثة كررتها المطربة التونسية مع شيرين و ملحم الزين وأثبت مدى ضعف طبقتها الصوتية مقارنة بهذه الأسماء الفنية الشابة. أسئلة لطيفة التي ألقتها على ضيوفها هي الأخرى اتسمت بسطحيتها فرغم أهمية هؤلاء الفنانين على الصعيد العربي (أنغام شيرين- عزت العلايلي رجاء الجداوي) إلا أنها لم تدرك قيمة هذه الفرصة المقدمة إليها من تلفزيون "ام.بي.سي" ولم تحسن استغلالها حيث انها لم تصنع الحدث في زمن تشهد فيه مصر أحلك فتراتها بعد سقوط نظام مبارك ودخول البلاد في مرحلة انتقالية، للفن والثقافة دور كبير في تحديد ملامحها..لطيفة لم تطرح الأسئلة التقليدية فحسب وإنما تجاوزتها في بعض الأحيان أخطاء المّارة من هنا وهناك.. فكيف لفنانة مثقفة - تتحدث دوما عن رسالة ماجسترها المتفردة باعتبارها تبحث في الفرق بين الموال الشعبي في المغرب العربي ومثيله في المشرق- ان لا تذكر لضيفة أحدث حلقات برنامجها المطربة شيرين أن الراي فن جزائري مغربي ولد في منطقة حدودية بين البلدين لكن شهرته العالمية صنعها الجزائريون لا المغاربة خاصة بعد أن كررت شيرين أكثر من مرة سأغني الراي باعتباره إيقاع مغربي..ولئن كانت شيرين من حقها مغازلة معجبيها في المغرب الشقيق والقائمين على مهرجان "موازين" فان لطيفة من واجبها أن تكون أكثر يقظة وفطنة وأن لا تكتفي بالقول كل الإيقاعات المغاربية جميلة.. !؟ من هفوات المطربة التونسية كذلك محاولة مزج اللهجات العربية بين مصري وتونسي وأحيانا لبناني بحثا عن وصفة عربية هي تؤمن بها.. لكن التجربة أثبت أن لكل.. خصوصيته ومن يقلد الآخرين ينسى أصالته مهما حاول إبرازها في الديكور والملابس لأن الروح إن فقدت لا تعود بنفس التلقائية والصدق.. تجربة لطيفة في التقديم التلفزيوني ذكرتنا بفيلمها "سكوت ح نصور "مع الراحل يوسف شاهين، الذي أثار انتقادات عديدة حول قدرة المطربة التمثيلية وهذا التواضع في الإمكانيات انعكس أيضا في محاولتها التلفزيونية رغم الهدف النبيل للبرنامج وهو تكريم مطربي الأمس والتذكير بأعمالهم...وعلى ذكر فقرة تكريم الممثلين نتساءل كيف يمكن تحقيق ذلك في خمس دقائق.. فلطيفة لا تعطي فرصة الحديث لهؤلاء العمالقة عن مسيرتهم الثرية وتكتفي برمي الورود وتقديمها صحبة درع هو إهداء من "ام.بي.سي"مع الشكر..؟ ! من هنا نعود للبداية لنسال لماذا قررت الفنانة التونسية لطيفة الآن خوض تجربة التقديم التلفزيوني؟ وهل بهذه المّادة ستكسب ود المصريين الذين هاجموها في مواقعهم الاجتماعية بعد الثورة لصداقتها مع عائلة مبارك.. هذا دون الحديث عن البلد الذي أنجبها أين صورة الفنانة علية - التي عرفت انتشارا عربيا- في جينريك البرنامج الذي يعرض صور لأشهر مطربي العالم العربي وأين مطربي تونس في برنامجها أين بوشناق والرباعي على الأقل..وماذا عن فقرة الأغنية الملتزمة لماذا لا نشاهد خلالها مجموعات موسيقية غير مصرية خاصة وأن أشهر هذه الفرق موجودة في فلسطين والمغرب وتونس مهد الثورات العربية..وأين نجوم الخليج فهل "يلا نغني" تعني حين تصرف في لغتنا العربية المصريين واللبنانيين فحسب؟