ينفذ أعوان وموظفو ولاية صفاقس منذ صباح أمس الخميس، إضرابا عاما مفتوحا، احتجاجا على ما تعرضوا له من إهانات وسب وشتم، واقتحام لمقر مركز الولاية مساء أول أمس الأربعاء، من قبل عمال المناولة العاملين بمستشفيات الحبيب بورقيبة والهادي شاكر. وأفاد السيد رشيد الميزوري الكاتب العام للنقابة الأساسية لأعوان وموظفي ولاية صفاقس ومعتمدياتها،البالغ عددهم حوالي 450 شخصا، قد دخلوا في هذا الإضراب بعد أن نفد صبرهم على العنف اللفظي الذي يتعرضون له كل يوم غير أن ما حصل مساء أول أمس في المقر المركزي للولاية قد أفاض الكأس، حيث تم اقتحام مكتب الوالي، لما كان في مهمة، وتعنيف كاتبته، وعون امن حاول تهدئة الخواطر، للحركة الإحتجاجية التي انطلقت أثناء جلسة إنتظمت في مكتب المعتمد الأول.
إقتحام ومحاولة حرق
وقال الميزوري أن لغة الحوار قد توقفت في هذه الجلسة النقابية مع السلط الجهوية، وحل محلها الاستفزاز، والمناوشات، فالعنف الذي نفذه في البداية حوالي ستة أشخاص من أعوان المناولة، الذين يطالبون بالترسيم، ليرتفع الرقم إلى حوالي مائة شخص، بحضور أعضاء من لجنة فك الاعتصام، وإطارات من الصحة العمومية، وقد حاول عدد من إطارات الولاية التدخل لإيقاف الخصام، والمناوشات، غير أنهم تعرضوا إلى العنف اللفظي والمادي، ومن بينهم الكاتب العام للنقابة، وعدد من الموظفين، إضافة إلى عملية خلع لمكتب الوالي بواسطة أسلحة بيضاء،فيما عمد عدد آخر من عمال المناولة، من الذين التحقوا إبان اندلاع أعمال الشغب، إلى خلع الباب الخارجي لمقر الولاية، ومحاولة حرقها باستغلال بنزين إحدى الدراجات النارية، تحت أنظار الجيش الذي لازم الحياد.
ظروف سيئة
وبين الكاتب العام للنقابة، أن قرارالإضراب المفتوح، كان رد فعل عفوي على عملية الاقتحام الجماعية، والإهانة والتعنيف الذي تعرض لها بعض الأعوان، بمشاركة وتأييد الطرف النقابي، مع تأمين الخدمات الإدارية الإنسانية والعاجلة للمواطنين، ومنها رخص الدفن، ونقل الجثث، والسفر إلى الخارج، مطالبا نيابة عن حوالي 450 موظفا داخل مقر الولاية ومعتمدياتها، بضرورة توفير الأمن للأعوان، ومبنى الولاية، وضمان تدخلاته الناجعة وفي الإبان، وهوالمطلب الأساسي الذي يرفعونه منذ بداية الثورة، ولكنه أصبح أمرا متأكدا منذ يوم أمس، بعد أن أصبحوا يعملون في ظروف سيئة للغاية، ولن تليق بموظفين في مقر للسيادة، وهم الذين امنوا الخدمات الإدارية طيلة الأشهر الماضية، دون اعتماد التوقيت الإداري.
تنديد وبيان
وقد أصدرت النقابة الأساسية على اثر هذه الحادثة، بيان تنديد حصلت "الصباح" على نسخة منه، وجاء فيه، انه " على اثر تعرض بعض موظفي وعملة مركز ولاية صفاقس، إلى الاعتداءات والتجاوزات، أثناء قيامهم بواجبهم الإداري، من طرف مجموعة من الأعوان العاملين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة(المناولة) مساء يوم الأربعاء21ديسمبر، تعلم النقابة الأساسية لموظفي وعملة مركز الولاية، أنها تدخل في إضراب مفتوح، وهي إذ تعبر عن بالغ انزعاجها، لحصول مثل هذه التجاوزات، المشينة، فإنها تدعو كل الأطراف المعنية والجهات المسؤولة، إلى اتخاذ التدابير والإجراءات الكفيلة بوضع حد لتكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة، التي تنال من هيبة وسيادة الإدارة التونسية، وتتمثل هذه الإجراءات في توفير الحماية الأمنية الدائمة، لكافة الموظفين والعملة، طيلة أوقات العمل الإداري،إضافة إلى التدخل الأمني الناجع والفعال عند حدوث مثل هذه التجاوزات". من جهة اخرى، لم يتسن لنا، معرفة رأي الطرف الثاني، من ممثلي عملة "المناولة" الذين نفذوا عملية الاقتحام الجماعية لمقر الولاية، وتبرير هذا التصرف، وحقيقة مطالبهم.