جد صباح أمس حادث مرور تمثل في انحراف قطار لنقل البضائع على الخط الحديدي على مستوى بوعرقوب من ولاية نابل مخلفا خسائر بشرية بهلاك السائق ومرافقه على عين المكان وأضرارا مادية طالت عددا من عربات القطار المملوءة بمادتي "الأمونيتر" و"البوطاس". وكان القطار يؤمن نقل المادتين المذكورتين من قابس وتحديدا من غنوش في إتجاه تونس العاصمة . تحولت "الصباح" على عين المكان للوقوف على هذه الكارثة الكبيرة والتي هزت قلوب الحاضرين من الأهالي وعابري الطريق. وقد أكد عدد من المواطنين المقيمين بالقرب من مكان وقوع الحادث وكذلك ممن قصدوا مسجد المنطقة لأداء الصلاة أن الحادث جد في حدود الساعة الخامسة و 23 دقيقة عندما سمع دوي كبير وإنتشارغبار كثيف في محيط الحادث وتطايرت الحجارة لتصل إلى الطريق الوطنية رقم 1 الذي تبعد حوالي 70 مترا عن الخط الحديدي. وأما عن الأسباب فتبدو حسب ما شاهدناه بالعين المجردة خطأ على مستوى محول الخط الحديدي بمدخل محطة بوعرقوب حيث شاهدنا آثار إنقسام السكة على نصفين. ويبقى تحديد الأسباب من مهام الجهات المسؤولة التي إنكبت على ذلك حال وصولها على عين المكان. مع العلم وأن عداد القطار توقف عند 130 كلم في الساعة.
حوالي ساعتين لإنتشال الجثتين
تطلب إنتشال جثتي سائق القطار ومرافقه حوالي ساعتين، حيث وقع الحادث في حدود الساعة الخامسة و 23 دقيقة بينما إنتشلا في حدود الساعة السابعة و 35 دقيقة وقد بذلت الحماية المدنية مجهودا لإنتشال الجثتين من تحت أكوام الحديد لعربات القطار التي توغلت في غابة الزيتون المجاورة وأتت على عدد من الأشجار. حال وقوع الحادث توافدت أعداد كبيرة من قوات الأمن والجيش الوطنيين لحماية المكان وخاصة المادة الموجودة من السماد التي كانت متناثرة في شكل أكياس... وتبلغ الحمولة الجملية للقطار 500 طن من السماد ( أمونيتر وبوطاس ) موزعة على 25 حاوية تبلغ حمولة الواحدة 20 طنا. وقد تضررت 21 حاوية تراصت على بعضها البعض وقد "نجت" منها 4 حاويات فقط في مؤخرة القطار. وقد وجدت مصالح التدخل من حماية مدنية وغيرها صعوبات كبيرة في إزالة الحاويات المتراصة على بعضها البعض نظرا لعدم توفر ممر فتم تهديم السياج الواقي للسكة وهو عبارة عن حائط حديث الإنجاز . وتمت تعبئة كل الإمكانيات من آليات رافعة تابعة للحماية المدنية والجيش الوطني مع التأكيد على كثافة الأطراف و الجهات المتدخلة محليا و جهويا ووطنيا.
زيارة ميدانية لرئيس الحكومة
نظرا لضخامة الحادث ولوقعه الكبير على جميع الأطراف الرسمية والشعبية، أدى رئيس الحكومة حمادي الجبالي زيارة ميدانية لمكان الحادث وقد كان مرفوقا بوزير الداخلية الجديد علي لعريض ووزير الداخلية المتخلي الحبيب الصيد ووزراء النقل والتجهيز الجدد والمنتهية مهامهم ووالي نابل. وقد إطلع رئيس الحكومة عن مخالفات الحادث ثم توجه إلى مقر محطة القطار ببوعرقوب أين إلتقى برئيس المحطة ومعاونيه حيث إستفسر عن أسباب وقوع الحادث وكانت علامات الأسف بادية على وجه رئيس الحكومة وجميع مرافقيه وخاصة عندما إلتقى بوالد سائق القطار المأسوف عليه.
وسجل توافد حشود كبيرة على بوعرقوب منذ بلوغ خبر حصول الحادث وقد تكثفت وتضاعفت مع بداية توافد المسؤولين على الصعيد الوطني من وزراء ورؤساء مديرين عاميين وإطارات وطنية معروفة. ويمكن القول أن بوعرقوب نجت من كارثة، لأنه من ألطاف الله أن إنحرف القطار لجهة غابة الزيتون غير الآهلة بالسكان لأن الجانب المقابل كان يتضمن بناءات قريبة من الخط الحديدي، هذا الحادث كان له وقع كبير وغذى حالة الخوف في صفوف المتساكنين المجاورين للسكة الحديدية .