قرطاج (وات) توجه الرئيس زين العابدين بن علي مساء أمس الاثنين الى الشعب التونسي بكلمة بمناسبة حلول السنة الادارية الجديدة 2008 وفي ما يلي نص هذه الكلمة: «بسم الله الرحمان الرحيم أيها المواطنون أيتها المواطنات نستقبل غدا سنة ادارية جديدة أعادها الله على كل التونسيين والتونسيات داخل الوطن وخارجه باليمن والسعادة والرفاه. اننا نودع سنة حافلة بالاحداث الوطنية والدولية الكبرى استطعنا خلالها أن نضيف الى بلادنا عدة مكاسب وانجازات في مختلف المجالات رغم صعوبة الظروف العالمية وتحدياتها الجسيمة. ونحن نشيد بهذه المناسبة بمناخ الحوار والتعاون والتضامن الذي ساد بلادنا خلال السنة المنقضية وشاركت فيه كل الاطراف السياسية والمهنية والاجتماعية وسائر مكونات المجتمع المدني. واننا عازمون خلال السنة الجديدة على مزيد تعميق هذا التوجه واثرائه ترسيخا للمسار الديمقراطي التعددي الذي أرسينا دعائمه ببلادنا منذ التغيير. وستشهد السنة القادمة المزيد من الحيوية على الصعيد الوطني وذلك بانطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات الاجتماعية وتنظيم استشارة وطنية واسعة حول التشغيل وتنظيم حوار شامل مع الشباب. وسنستكمل خلال السنة القادمة كذلك تنفيذ المشاريع الكبرى التي كنا بدأنا فيها الى جانب الشروع في تنفيذ عدة مشاريع جديدة طموحة تغطي كل القطاعات وتؤسس لمرحلة أخرى حاسمة من مسيرتنا التنموية الشاملة. كما سنثابر على دعم التنمية الجهوية ولاسيما بالمناطق التي تحظى بالاولوية وعلى احكام التفاعل والتكامل بين الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء التدريجي بنمو الناتج المحلي الاجمالي. وسنواصل استقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية التي تقدم الاضافة المطلوبة في مجال بعث المشاريع المجددة والمؤسسات المهنية الواعدة والخدمات المساندة ذات الميزات التفاضلية العالية بما يوفر أكثر ما يمكن من فرص الشراكة التي تخدم اقتصادنا الوطني وتجعل من بلادنا قطبا تنمويا متميزا في محيطها الاقليمي والدولي. ولابد لنا في هذا المجال من مضاعفة جهودنا والتعويل على أنفسنا وحسن التصرف في امكانياتنا والمحافظة على مواردنا وترشيد استهلاكنا لقطع أشواط أخرى ناجحة على درب الرفاه والازدهار. أما على الصعيد الخارجي فسنحرص على دعم مجالات التعاون الاوروبي/المتوسطي خصوصا ونحن نستعد للدخول مع مطلع السنة القادمة في منطقة تبادل حر مع الاتحاد الاوروبي كأول بلد من جنوب المتوسط يبلغ معه هذا المستوى المتقدم من الشراكة وسنعمل على مزيد تعزيز علاقات التواصل والتعاون التي تربطنا بأشقائنا وأصدقائنا في مختلف أنحاء العالم املين أن تشهد السنة الجديدة انفراجا في الازمات المطروحة حاليا على عصرنا وفي مقدمتها أزمة الشرق الاوسط التي نرجو أن تنتهي بحل عادل ودائم وشامل ينصف الشعب الفلسطيني الشقيق ويوفر الامان والاستقرار لشعوب المنطقة كافة. كما نتطلع الى أن يستأنف مغربنا العربي الكبير مسيرته على درب الوحدة والتكامل وأن يتمكن اتحادنا الافريقي من التفرغ لقضايا التعمير والتنمية بقارتنا. ونحن نأمل أن تكون سنة 2008 طالع خير على شعبنا وبلادنا وعلى أمتنا العربية والاسلامية والبشرية قاطبة فينتشر في العالم الامن والسلام وتنعم سائر الشعوب بالتقدم والرخاء. وكل عام وأنتم بخير