كمال بن يونس الزيارة التي يؤديها رئيس الجمهورية السيد المنصف المرزوقي والوفد المرافق له إلى ليبيا مهمة جدا على أكثر من مستوى. ليبيا ليست مجرد جار لتونس.. كانت المبادلات التجارية الرسمية وغير الرسمية معه تتجاوز ال4 مليار دولار سنويا.. وهي ليست مجرد مستثمر كبير في مختلف القطاعات بتونس منذ عقود.. وهي ليست مجرد شريك اقتصادي وتجاري وسياحي رئيسي لرجال الأعمال ولمئات الآلاف من صغار التجار والصناعيين والحرفيين التونسيين.. هي إلى جانب كل ذلك البلد الأقرب إلى تونس شعبيا ومجتمعيا وثقافيا لأسباب عديدة من بينها علاقات القرابة والمصاهرة التي تجمع ملايين الليبيين والتونسيين منذ عقود.. رغم الحدود المصطنعة التي أقامها الاستعمار الفرنسي والإيطالي والأنقليزي.. ومهما كانت قيمة المبادلات والاستثمارات ماضيا فإنها ينبغي أن تتضاعف في أقرب وقت بعد علاقات الإخاء والتضامن النموذجية التي برزت بين الشعبين منذ ثورة 14 جانفي.. وبصفة أخص طوال حوالي 9 أشهر من المحنة التي تعرض لها مئات الآلاف من الفارين من نيران كتائب القذافي وميليشياته ومن شظايا صواريخ الحلف الأطلسي.. وإذ يقوم وزير الخارجية الجديد بعد هذه الزيارة بجولة أوروبية ودولية ويستقبل هذا الأسبوع بتونس نظراءه الفرنسي والإيطالي والألماني فلا بد أن تتظافر جهود التونسيين والتونسيات شعبيا لتحقيق الأمن وتوفير الاستقرار الذي سيشجع الأشقاء الليبيين والأصدقاء الأوروبيين والأجانب على المغامرة باستثمار أموالهم في بلادنا.. والمساهمة في معالجة معضلة بطالة الشباب..