أنهى المخرج محمد صالح العرقي نهاية الأسبوع الماضي تصوير المشاهد الأخيرة لشريطه القصير "حكاية على الحيط" الذي يطرح مواقف الطبقة البسيطة في مجتمعنا بعد الثورة وقال السينمائي الشاب أن أحداث فيلمه تنطلق بضياع بطاقة تعريف البطل (الممثل حمّودة بن حسين) في منطقة الحفصية قبل يوم من انتخابات 23 أكتوبر مضيفا أنه اختار هذا الحيّ الشعبي في وسط العاصمة حتى يعكس مشاغل المواطن البسيط والمهموم بخبزه اليومي. وكشف المخرج وكاتب السيناريو محمد صالح العرقي أن "حكاية على الحيط" يروي انتظارات التونسي من الساسة بعد الثورة دون أن يغوص في عالمهم مفضلا تركيز الكاميرا على الأوضاع الاجتماعية المزرية ومن خلالها توحي الصور والشخصيات بنبض الشارع قبيل الانتخابات فتحضر بين مشاهده القوائم الممزقة لبعض الأحزاب والأوساخ المكدسة على جنابات الطريق وأناس يبحثون عن الأجود من ثياب "الفريب " الرثة فيما ينتقل بعض المتسولون في هذه الشوراع الشعبية من بينهم فتاة صغيرة - تؤدي الدور الطفلة ميّار- حيث تعد ظاهرة التسول من الممارسات العديدة التي زاد حجمها بعد الثورة وواكبها شريط "حكاية على حيط"، على غرار سرقة المّارين في الشوارع والاعتداء بالعنف عليهم إلى جانب إهمال نظافة الطرقات وفوضى حركة المرور وسخط المواطن من هذه الاضطرابات التي تؤثر على سلوكه ومواقفه. وأكد محدثنا أن عمليات مونتاج وميكساج الفيلم انطلقت ومن المقرر تقديمه في عرض خاص نهاية جانفي قبل المشاركة من خلاله في مهرجان سينمائي سيقع تنظيم دورته الأولى في فيفري القادم من طرف جمعية للسينمائيين الشباب. من جهة أخرى يجسد الأدوار في الفيلم القصير "حكاية على الحيط" عدد من شباب المسرح والسينما من بينهم حمودة بن حسين وصابر الزموري وهالة عياد وزياد عيادي.