المزونة الصباح تقع الحديقة الوطنية ببوهدمة في جنوب ولاية سيدي بوزيد وتحديدا بمعتمدية المزونة وتأوي هذه المحمية التي تمّ إحداثها سنة 1980 العديد من الحيوانات الصحراوية وشبه الصحراوية ففي الجبال ينتشر نوع من الأروية النادرة. والنسر الملكي و" القندي" وهو من القواضم أما في السهول المترامية الأطراف فتعيش غزالة "دوركاس" وثعالب الصحراء واليربوع وظبي "أراكس " الذي انقرض في الثلاثينات وتمت إعادته للحديقة عام 1986 هذا بالإضافة إلى طيور النعامة المعروفة بسرعتها وكبر بيضها كما يوجد في محمية بوهدمة التي تغطي مساحة 16448 هكتارا أعداد كبيرة من الزواحف مثل " الكوبرا" الذي يتجاوز طوله المترين ويعرف في تونس باسم " بوفطيرة". أمّا بالنسبة للنسيج النباتي فهو في الغالب ضعيف ويتكون أساسا من الحلفاء والشيح والسدر وشجر " الأكاسيا" الذي تنزل جذوره قرابة أربعين مترا في أعماق الأرض حيث مكنته هذه الخصوصية من مقاومة الجفاف على امتداد سنوات طويلة. ويتوسط حديقة بوهدمة برج أثري قديم بني سنة 1982 ليكون محطة للقوافل ويوجد بجانبه متحف بيئي مخصص لاستقبال الزوار وإرشادهم كما أثبتت الدراسات التاريخية الصادرة في الغرض أنّ بوهدمة كانت منطقة زراعية ذات أهمية كبرى في عهد الرومان حيث تركوا بها آثار سدود وأحواض وقنوات تدل على مدى تطور أساليب الري في ذلك العصر فضلا عن وجود الإنسان في هذه المنطقة منذ أكثر من عشرة آلاف سنة رغم ما تزخر به الحديقة الوطنية ببوهدمة من ثروات بيئية وأثرية متنوعة استرعت اهتمام الباحثين التونسيين والأجانب على حدّ السواء نظرا لما توفره من مخزون معلوماتي ثري في مختلف مجالات المعرفة فإنّ عدد الرحلات الترفيهية والدراسية المسجلة إلى هذه المحمية تقلص بشكل ملفت للانتباه منذ قيام الثورة بسبب الإهمال والتقصير الذي بررته الجهات المعنية بغياب الدعم المادي المطلوب وضعف الموارد المالية المتأتية من الزيارات الميدانية علاوة على بعض المسائل ذات الصلة بالوضع الأمني الراهن كما أصبحت المسالك الترابية المؤدية إلى المنطقة المذكورة بحالة مزرية.