محسن الزغلامي لماذا الحديث عن الشريك الايطالي - تحديدا - في حين أن من يزور تونس هذه الأيام - وبالتزامن - هم ثلاثة وزراء لدول أوروبية مختلفة ؟؟؟ أمس - الخميس - آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي... واليوم - الجمعة - جيوليو تارزي دي سانت أغا وزير الخارجية الايطالي وغدا - السبت - غيدو وسترلفه وزير خارجية ألمانيا... الجواب : لأن "حكاية" العلاقات التونسية الايطالية وخاصة على مدى العقود الثلاثة الأخيرة تبدو الأكثر "تشويقا" و"اثارة"... اعتبارا لما "شاع" - سابقا - ولا يزال "يشاع" عن صلة "لوجيستيكية" محتملة للمخابرات العسكرية الايطالية بانقلاب 7 نوفمبر 1987 الذي جاء بالمجرم بن علي للسلطة... وأيضا لطبيعة "العلاقة" الشخصية "الغامضة" وذات الخصوصية التي ظلت تجمع ولسنوات طويلة بين رئيس الحكومة الايطالي الأسبق(1983 1987-) بتينو كراكسي وبن علي الذي آواه لما طارده القضاء الايطالي في جرائم فساد ووفر له اللجوء الآمن الى أن توفي ودفن بمدينة الحمامات... وأخيرا - وليس آخرا - "لغموض" بل وريبة الموقف "الأولي" لحكومة سالفيو برلسكوني المتنحي من ثورة 14 جانفي الشجاعة الذي بدا أقرب - وقتها - الى رغبة في تشويه وجه هذه الثورة العظيمة والتحامل عليها من خلال توظيف أمني تهويلي لحركة الهجرة غير الشرعية لمجموعات كبيرة من التونسيين الى ايطاليا غداة قيام الثورة... نتحدث هنا - وباصرار - عن الشريك الايطالي - تحديدا - على الرغم من أن ايطاليا تعد ثاني شريك تجاري لتونس - وليس الأول - بحجم مبادلات يبلغ 11 مليار دينار لأننا نعتقد - ولسبب جوهري وأساسي سنأتي على ذكره - أن ايطاليا هي الأحق - في الواقع - برتبة "الشريك الأول" لتونس... فالمؤسسات الاقتصادية الايطالية ال744 التي تنشط - راهنا - في بلادنا في قطاعات الصناعات المعملية والفلاحة والخدمات والسياحة والتي توفر 55592 موطن شغل بامكانها أن تكون أوفر وأكبر في عددها وفي تنوع أنشطتها... والفاعلون الاقتصاديون الايطاليون الذين هم الآن في المرتبة الثانية من حيث حجم الاستثمارات الخارجية في تونس بامكانهم أن يكونوا - ولم لا - في المرتبة الأولى... ثم ان ايطاليا التي تعتبر ثالث سوق بالنسبة لبلادنا من حيث عدد السياح بعد فرنساوألمانيا بامكانها - بل لعله مطلوب منها - أن ترتقي الى مرتبة السوق الأولى بالنسبة لتونس في مجال السياحة... مطلوب من الحكومة الايطالية ومن رجال الأعمال والمستثمرين الايطاليين أن يعملوا على أن تكون بلادهم في مرتبة الشريك الأول لتونسالجديدة... تونس الدولة المدنية والديمقراطية لأنه ليست هناك من عوائق ولا "شوائب" ولا "منغصات" تاريخية - عسكرية كانت أو ثقافية - بين البلدين والشعبين الايطالي والتونسي... وهذا بخلاف الشريك الفرنسي - مثلا -... بقي أنه لابد - أيضا - لحكومة السيد حمادي الجبالي أن تكون اليوم في مستوى هذه "الحركية" الدبلوماسية القائمة وفي مستوى هذا "الاقبال" الأوروبي الرسمي اللافت و الغير مسبوق على بلادنا والذي تجسده هذه الزيارات المتزامنة لثلاثة وزراء خارجية أوروبيين "دفعة واحدة"...