مثل باقي جهات الجمهورية ، انتظمت بمدينة صفاقس كامل يوم أمس السبت، الاحتفالات بالذكرى الأولى لثورة 14 جانفي في مختلف شوارع المدينة، وساحاتها العامة ، بإقامة عدد من المعارض، والورشات المفتوحة للرسوم، وأقيمت حلقات للنقاش والحوار لاسترجاع ذاكرة الأحداث التي عاشتها تونس في مثل هذا اليوم من العام الماضي، إلى جانب التنشيط الموسيقي الذي كان ببث أغاني ملتزمة وتتغنى بالثورة وبإرادة الشعوب. ففي شارع الهادي شاكر وقبالة البلدية وأمام المسرح البلدي،أقامت احزاب ومنظمات وطنية مثل القطب الحداثي، والحزب الديمقراطي الديمقراطي، ورابطة حقوق الإنسان، والنساء الديمقراطيات، وجمعية مجيدة بوليلة، وغيرها من المنظمات والجمعيات، تظاهرة فنية ثقافية عنوانها "لنحم الثورة ونستكمل مهامها " تضمنت معرضا لشهداء الثورة في ولاية صفاقس، و ورشة حية للفنون التشكيلية والرسومات خصصت للأطفال. كما أقيم معرض للكتب الممنوعة من النشر والترويج في عهد المخلوع، وأصدرت هذه القوى بالمناسبة، بيانا حيت من خلاله شهداء الثورة، وكل ما ساهم في التصدي لنظام المخلوع ، والإطاحة برموز الفساد والاستبداد، وعبرت فيه على العزم في مواصلة الدفاع على ما أنجزه الشعب التونسي،وهي تدعو كل التونسيين والتونسيات إلى مواصلة النضال، في سبيل تحقيق المطالب الأساسية، ومقاومة أشكال الاستبداد مهما كانت عناوينها، وهي تلتزم من جهتها، بالعمل على إرساء قيم الجمهورية المدنية الديمقراطية، والتداول السلمي على السلطة. وتضمن البيان "التزام قوى الحرية والتقدم بالدفاع عن مطالب الشعب التي رفعها خلال الثورة، وفي مقدمتها الاعتزاز بالهوية النيرة والمتفتحة، على التراث الإنساني المبدع، وانجاز دستور مدني ديمقراطي يضمن الحريات العامة والفردية، ينص على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ، مثل الشغل والتعليم والسكن والصحة والبيئة السليمة، إلى جانب التنصيص على حرية الإبداع والإعلام في الدستور." وترفض القوى في بيانها كل محاولات التمييزيين التونسيين والتونسيات، على أساس ديني أو فكري، أو جنسي أو جهوي،مطالبة بالمحافظة على المكاسب التقدمية، لشعبنا والعمل على تطويرها،بما يضمن عدم انتهاكها، إلى جانب تحييد المؤسسات التعليمية والإدارية ودور العبادة عن كل أشكال التوظيف السياسي، وهي تلتزم بالنضال في سبيل التنمية الجهوية المتوازنة والعدالة الاجتماعية،وإذ تدعو قوى الحرية والتقدم كل القوى التقدمية والديمقراطية، إلى الانخراط ، في الدفاع عن مكاسب ثورة الحرية و الكرامة، فأنها ستعمل على حماية ثورة شعبنا من كل محاولات الارتداد عن أهدافها. " الترويكا" في القصبة وفي ساحة القصبة ،اختارت أحزاب "الترويكا" وهي حزب النهضة، والتكتل الديمقراطي، والمؤتمر من اجل الجمهورية، إلى جانب مجالس حماية الثورة بالولاية، معرضا وثائقيا ضخما، تضمن صورا لأحداث ثورة تونس المجيدة، تم تجميعها خصيصا من مختلف جهات البلاد لهذه المناسبة. فيما تضمنت نصوص اللافتات مطالب بتطهير الإعلام الوطني من رموز النظام البائد وحزب التجمع "المنحل" ومحاسبة رموز الفساد. كما أقيم معرض للكتاب، وورشات تنشيطية في الرسم والموسيقى، وحلقات حوار ونقاش بين عدة تيارات سياسية وأحزاب، شارك فيها حقوقيون ومحامون، وشهود عيان على أحداث الثورة منذ اندلاعها. استخفاف وبجانب مقر بلدية صفاقس ، أقام حزب قوى الرابع عشر من جانفي الذي يرأسه احمد ذياب، خيمة ركزت بها فرقة موسيقية، تردد أغاني الأفراح والأعراس ،مثل " ياعم علي "وهالكمون منين" وكي جيتينا" مما أثار سخط وغضب العديد من المواطنين الذين تدخلوا لإيقاف المهزلة، والتهريج، والاستخفاف بشهداء ومكاسب الثورة ،فيما احتضنت قاعة البلدية جلسة حوارية مع الأستاذين محمد عبو وعبد الوهاب معطر، حول استحقاقات الثورة، وسبل استكمال أهدافها، ودور الأحزاب والمنظمات ومكونات المجتمع المدني، في تجاوز التحيات المرفوعة خلال هذه المرحلة من تاريخ تونس. وفي جزيرة قرقنة، انتظمت بمنزل الشهيد سليم الحضري، تظاهرة فنية وثقافية نفذتها جمعية "منبع الخيرات" وتضمنت معرضا وثائقيا، لأحداث الثورة في الجزيرة ،وحادثة مقتل الشاب سليم بالرصاص الحي على حين غفلة منه لما كان يتابع المصادمات الشعبية مع أعوان الأمن. فيما انتظمت بضاحية "العين" تظاهرة موسيقية وشعرية، احتفالا بالثورة، وإحياء لذكرى استشهاد شبان الولاية في أحداث ثورة 14 جانفي.