اتصلنا مساء أمس بالسيد حمادي الرديسي للاستفسار حول ظروف الاعتداء الذي تعرض له، فوجدناه مصدوما جدا، وقد أفادنا أنه حضر يوم أمس في قاعة الجلسة بالمحكمة الجناحية بالعاصمة، مساندة منه لحرية التعبير، ثم غادرها صحبة السيدة خديجة الشريف وزياد كريشان ونائب رئيس الرابطة العالمية لحقوق الانسان للتوجه نحو مقهى قريب من قصر العدالة... واذا بالجميع يفاجؤون بمجموعة من الأشخاص يتهجمون عليهم بالثلب والشتم وبعبارات مهينة من نوع «يا بيوع»، «يا عميل»، فتقهقرت السيدة خديجة الشريف ونائب رابطة حقوق الانسان الى الخلف، بينما واصل هو وزياد كريشان طريقهما متجاهلين المجموعة الهائجة، واذا بهما يفاجآن بسيل من اللكمات واللطمات يتهاطل عليهما من الخلف، فحثا الخطى للابتعاد عن المجموعة دون أن يلتفتا الى الوراء، إلا أن سيل اللكمات ازداد عنفا، ولما التفت هو الى الوراء، في محاولة منه لإقناع المهاجم أو المهاجمين بالكف عن الاعتداء عليه، وجد نفسه وجها لوجه مع شخص غريب عنه بادر بضربه ب«دماغ» على وجهه. وأوضح السيد حمادي الرديسي أنه استنجد بعون أمن آنذاك، فما كان من هذا الأخير إلا أن قال له «بره اعمل قضية وكيف يبدى فمة محضر توه نوقفوه».. وأكد محدثنا أن عددا من أعوان الأمن تابعوا الاعتداء دون أن يحركوا ساكنا، رغم أن الأمر يتعلق باعتداء موصوف، وأن القانون يفرض حتى على مواطن عادي أن يتدخل لحماية شخص في حالة خطر، بلهُ أعوان الأمن الذين من واجبهم البديهي رد الاعتداء وايقاف المعتدي خصوصا وهو في حالة تلبس واضحة لا لبس فيها. وأضاف السيد حمادي الرديسي أنه توجه اثر هذا الاعتداء الى مركز الأمن بالقصبة صحبة زياد كريشان حيث سجلا قضية عدلية ضد المعتدين، واثر ذلك خضع لفحص طبي بين أنه يعاني من ارتجاج في الجمجمة (Traumatisme cranien)، مؤكدا أن مثل هذا الاعتداء السافر يبين أن عناصر الثورة المضادة موجودون في الحكم اليوم، مستنكرا ما قاله السيد سمير ديلو من أنه «شخصيا ضد مثل هذه الاعتداءات» بينما هو وزير، كان عليه أن يدين هذه الاعتداءات باسم الحكومة لا باسمه الشخصي، ورأى أن ذلك يمثل تهربا من المسؤولية.