رفض الفنان السوري فايز قزق الحديث في السياسة خلال حواره مع الصباح من منطلق أن أحاديث السياسة لا ترتقي بالخطاب واصفا السؤال السياسي بالفج والمندفع وأضاف محدثنا - وبصفته مسرحي منذ أكثر من 33 سنة- أنه يفضل الحديث عن مشروعه الفني والثقافي معتبرا محاكمة الساسة دون تروي خطأ. وقال في هذا السياق: "ليس من شيمي أن أنزلق في المتاجرة بقضايا بلدي أو اتخذ موقف رمادي وضبابي فالمسرح علمني التشكك والترقب والإنصات قبل الحكم على أي معلومة أو صورة أو تصريح خاصة بعد أن أصبح التحدث في السياسية عمل غرائزي عند الكثيرين." وعندما سألنا فايز قزق عن موقفه من سقوط عدد كبير من الشهداء في سوريا منذ مارس من العام المنقضي قال أنه يأسف على الضحايا الذين سقطوا في الوطن العربي. من جهة أخرى كشف المسرحي السوري أن بلاده ستتجاوز أزمتها قريبا ويعود السلام للشام وأهلها جميعا كما اعتبر غياب المسرح السوري عن أيام قرطاج المسرحية في دورته الأخيرة بداية هذا الشهر أزمة مؤقتة فرضتها ظروف البلاد مؤكدا في الآن نفسه أن الفن الرابع كان دوما في سوريا وغيرها من البلدان آداة للثورة إذ رفض دور البوق وهو ما جعل الحكومات العربية وغيرها غير قادرة على ابتلاع المسرح الذي يصنفه فايز قزق ضمن الأمكنة النادرة التي تؤمن الاجتماع الحقيقي للبشر كجمال الروح والنوايا وهي أهداف تحتاج لمفهوم الحرية حتى تتجلى على أرض الواقع. وفي حديثه عن المسرح التونسي وتأثيره على غيره من المسارح العربية بيّن الممثل والمخرج السوري أن أعمال فاضل الجعايبي وجليلة بكار ومحمد إدريس وصباح بوزويتة وغيرهم من مسرحيي تونس هي جزء من ثقافته التي نهل منها الكثير مشيرا إلى دور هذا التبادل الفني إلى جانب احتكاكه بزملائه من فنانين سورين على الخشبة على غرار غسان مسعود وجهاد سعد في تحديد مساره المسرحي طيلة 3 عقود. على صعيد آخر، كشف فائز قزق الذي اشتهر بدور "مأمون بك" في مسلسل "باب الحارة" أن ندرة أعماله الدرامية تعود لتركيزه على مشروعه الأساسي وهو المسرح وبحثه عن السيناريو التلفزيوني المتفرد من حيث المضمون والذي يضمن البعد التثقيفي في خطابه نافيا رغبته في الشهرة فقط لأجل الشهرة. وفي الإطار ذاته، حافظ فايز قزق على موقفه من السياسات والأنظمة التي تعتمد التلفزيون وسيلة لإلهاء شعوبها على غرار تشجيع الفن الرخيص وبناء ملاعب لكرة القدم فيما تهمّش قطاعي المسرح والسينما مشيرا إلى أن التلفزيون من أسباب التفكّك الأسري وانهيار العلاقات العائلية بين الأفراد باعتبار أن إدمان مشاهدته يعمّق الفجوة بين الأجيال ويلغي ثقافة الحوار. وللإشارة فإن الفنان السوري فايز قزق الذي يحمل ماجستير في الإخراج المسرحي من جامعة ليدز البريطانية هو من الفاعلين في تطوير المسرح السوري على مستوى الآداء والإخراج والكتابة كما اشتهر بمحاولاته المتعدّدة لإدخال تقنيات الممثل المسرحي في الآداء الدرامي السوري.