بنور: الاستقالات عملية ممنهجة لاختراق الحزب قسيلة: «التكتل» انحرف عن مبادئه.. وقيادته أصبحت تابعة لاستراتيجية «النهضة» ماذا يحدث ويجري هذه الايام في حزب التكتل من اجل العمل والحريات؟.. ومن يقف وراء الاستقالات والتهديدات بها التي ما فتئت تطلقها بعض المجموعات، على مستوى الجهات، وخاصة جهة نابل؟ وماهو موقف كوادر الحزب مما يجري علانية، وفي الظل داخل هياكل «التكتل»؟ هذه الاسئلة وغيرها طرحناها على محمد بنور الناطق الرسمي باسم «التكتل»، فأكد ان «ثنائيا» من اطارات الحزب، مع الأسف، يقومان بجولات مريبة في عدة جهات من الجمهورية لزرع بذور التفرقة والتباغض والاحتقان والتشكيك بين قواعد الحزب ومناصريه، وقد وفرا «لمهمتهما» هذه، امكانيات كبيرة، من سيارات وأموال وعدة «وسائل اغرائية».. ولكن والكلام للناطق الرسمي باسم «التكتل» ليقتنع هذا الثنائي المتكون من خميس قسيلة والطيب العجيلي، ان «مجهوداتهما» لاختراق الحزب لن تمر، ولن تكون نتائجها وثمارها مثل ما يتوقعان ويحسبان، وينتظران، بل ستعود عليهما بالوبال والخيبة وبتعرية حقيقتيهما وبفضح مآربهما..»
مفترق طرق
وأوضح محمد بنور قائلا: «ان حزب التكتل الآن في مفترق طرق، وعلى قواعدنا، ومناصرينا، الا ينساقوا مع هذا او ذاك، وان يميزوا بين «الغث» و»السمين» وبين البناء والتهديم.. والشباب التكتلي، بل شباب تونس جميعا الذين يتطلعون الى بناء تجارب نضالية محمودة، لفائدة تونس الثورة، هم في غنى عن «التخندق» مع الصائدين في المياه الآسنة، وأرفع من ان يقع الزج بهم في متاهات وتجاذبات مجانية، وان تتم استمالتهم باي شكل من الاشكال، واستعمالهم في تبعية لاشخاص ليست لهم النقاوة والقدرة على القيادة.. فشباب تونس يتمتعون الآن بكامل الحرية ويتوقون الى بناء تونس الغد، تونس المستقبل بكل شفافية ووضوح بعيدا عن المناورات الرخيصة».
هذا لن يحصل..
«ان الاستقالات المعلنة، من حزب التكتل عملية ممنهجة، غايتها اختراق الحزب».. ذلك ما أكده محمد بنور مضيفا: «خميس قسيلة والطيب العجيلي يسعيان بكل الطرق الى بث الفوضى في هياكل، وقواعد حزبنا، و«مسعاهما» هذا، هو في الحقيقة، عملية مساومة، «لارتقائهما» الى المسؤوليات الاولى في «التكتل» ولكن هذا لن يحصل فالشباب «التكتلي» واعون بكل المغالطات والالاعيب التي يأتيها هذا الثنائي.. عدد المناضلين في المنفى، وبالتحديد في باريس يعرفون جيدا «خصال» خميس قسيلة خلال فترة اقامته بفرنسا قبل الثورة، ومن هنا عارضوا انضمامه الى الحزب، ولكن الدكتور مصطفى بن جعفر، حسب ان «صاحبنا» سيفتح صفحة جديدة في العمل السياسي، ويقطع مع ممارسات العهد البائد، فبارك انضمامه علما وان قسيلة كان وراء اجهاض عديد المؤتمرات لهياكل حقوقية وسياسية في المنفى»... وختم الناطق الرسمي باسم حزب التكتل من اجل العمل والحريات كلامه قائلا: «ان ما يقوم به خميس قسيلة وتوابعه لن يمر ابدا... وكل ذلك زوبعة في فنجان»... ولكن ما رد عضو المجلس التأسيسي عن «التكتل» خميس قسيلة عن هذه الاتهامات؟
مبادئ الجمهورية
«ان الاغلبية من كوادر واطارات حزب «التكتل» ترى ان الحزب انحرف عن مبادئه وعن خطه الرسمي وعن الاستراتيجية التي تضمن استقلاليته، اذ ارتمى في احضان حركة النهضة... نحن قادرون على التعايش مع «النهضة» او أي تيار سياسي آخر، ولكن لا بد من احترام استقلاليتنا الفكرية والحفاظ عنها، وعن مواقعنا صلب القوى السياسية الوسطية المدافعة عن مبادئ الجمهورية والمشروع الحداثي»... ذلك ما اكده ل«الصباح» خميس قسيلة في رده عن الاتهامات الموجهة اليه، موضحا: «الاطارات المنتفضة الآن داخل حزب التكتل لم تجد حوارا ديمقراطيا داخليا للتعبير عن ارائها، بل وجدت قيادة خيرت الهروب الى الامام، واصبحت تابعة لاستراتيجيا حركة النهضة... ومن هنا جاءت عديد الاستقالات والاحتجاجات كنتيجة لممارسات القيادة في الحزب»... ويؤكد خميس قسيلة ان الايام القليلة القادمة ستشهد استقالات اخرى في عديد الجهات من الجمهورية، وهي استقالات من الحزب فقط، وليست من العمل السياسي، اذ يفكر المستقيلون الآن، في احداث «مبادرة» جديدة لمواصلة النضال السياسي تتمثل في شبكات حقوقية ونقابية»...