يفسّر عدد كبير من التجار خاصة من أصحاب محلات بيع الأحذية والملابس عزوفهم عن الانخراط في مواسم التخفيضات شتوية كانت أو صيفية إلى شكوك المستهلك في مصداقية "الصولد" والتخفيضات التي ترافقه وتصل أحيانا الى 60 و70 بالمائة اذ يعتقد الكثيرون أنها لا تعدو أن تكون وهما وفخّا للإيقاع بالحريف. ورغم المساعي المبذولة لإنجاح مواسم التخفيضات خاصة في السنوات الأخيرة من ذلك تقديم موعد "الصولد" وفي أحيان عديدة اللجوء إلى التمديد فيه أسابيع مديدة فانّ عديد التجار يرون ان هذه المساعي والجهود المبذولة تؤكد إخفاق تجربة "الصولد" في تونس لأنها فقدت مصداقيتها بتجاوزات بعض التجار. وتزامنا مع يوم عطلة المولد النبوي تحولت "الصباح" أمس الى المركب التجاري "البلمريوم" لمواكبة مدى إقبال التونسي على موسم التخفيضات الشتوية الذي انطلق مؤخرا.. وقد شهد المركب التجاري حركية كبيرة لكن الملفت للانتباه أنّ عددا كبيرا من تجار المركب لم ينخرطوا في موسم "الصولد" الشتوي. وفسّر محمد بسباس ( صاحب محل ملابس رجالية) امتناعه عن الانخراط في موسم التخفيضات الشتوية إلى قناعة التونسي بأنّ التنزيلات هي فخّ للإيقاع بالزبون. وأكد المتحدث انه منذ سنتين مضت قاطع المشاركة في "الصولد" نتيجة اكتشافه تلاعب عديد التجار بهذا الموسم واستغلاله في تسويق مخزون قديم راكد من الألبسة والأحذية مما انجر عنه فقدان الحريف لثقته في"الصولد". كما اعتبر بسباس أن كسب ثقة الحريف هو أهم من الانخراط في موسم وهمي أفقد العديد من التجار حرفاءهم.
عزوف
وأرجعت آمال (بائعة بمحل ملابس نسائية) امتناع صاحبة المحل الذي تعمل به عن الانخراط في الصولد الشتوي إلى جلبها من الخارج كمية من الموديلات الجديدة وبأسعار باهظة وإذا ما انخرطت في الصولد ستسجل خسارة كبرى لأنها لم تسوق بعد سوى جزء محدود من الكمية المستوردة. كما تقول آمال" دائما ما نقوم بخصم بسيط للحريف عند إقباله على الشراء وخاصة الحرفاء الأوفياء في موسم التخفيضات وخارجه كذلك". أما زهور( بائعة بمحل ملابس) فترى "إن التونسي دائما يشتكي سواء في موسم التخفيضات أو خارج الموسم ولكنه يشتري". وفي جولتنا بالمركب التجاري التقينا عددا من الحرفاء جلّهم يرون ان الصولد غير حقيقي.. يقول محرز" قبل انطلاق موعد الصولد بنحو أسبوع رصدت سعر حذاء بأحد المحلات وانتظرت الصولد لاقتنائه غير أنني وجدت ثمنه قد ارتفع وبعد خصم نسبة التخفيض وهي 30 بالمائة حافظ الحذاء على نفس الثمن القديم ورغم ذلك اشتريته". واستغربت سنية ( طالبة) غلاء الأسعار رغم التخفيضات المنصوص عليها في واجهات المحلات والمتراوحة بين 20 و70 بالمائة وتقول" الأسعار قبل الصولد وبعده هي نفسها لم تتغير والتخفيضات كلمة فقط وفخ للإيقاع بالحريف". أما عبد الحميد ( فني طيران) فيقول لا اهتم بموسم التخفيضات وعادة ما اقتني أغراضي كلما احتجت إلى ذلك أما زوجتي فهي تهتم كثيرا بالصولد بالرغم من أنها تعتقد بأنه غير حقيقي". وحول نفس الموضوع يقول محمد صالح (زائر من ليبيا) ليس لدينا موسم التخفيضات في ليبيا لكن الأسعار اقل بكثير من الأسعار في تونس حتى في موسم التنزيلات".