أنهى المخرج أشرف لعمار وبالتعاون مع السينمائية سارة العبيدي عمليات مونتاج وميكساج فيلمه الوثائقي الطويل الأوّل «في المقلوب» وعنوانه الفرنسي «Ordre ...Désordre» وقال السينمائي الشاب للصبّاح أنّ العرض الأوّل للفيلم سيكون في «لقاءات المخرجين التونسيين» وهي تظاهرة من المزمع تنظيمها أيام 17 و18 و19 فيفري الحالي بقاعات الكوليزي والمونديال ودار الثقافة ابن رشيق تحت إشراف المخرج خالد البرصاوي. وكشف أشرف لعمار أنّ الفيلم الوثائقي يتطلّب الكثير من الوقت والبحث كما يلزم صانعه بالتفرغ لإنجازه هذا إلى جانب تكاليفه ممّا عرقل خروج فيلمه إلى هذا الموسم رغم أن مشروع تحضيره انطلق منذ أكثر من سنة مذكّرا أن «قنطاوي للإنتاج» غامرت بتقديم هذا الشّريط بالتّعاون مع «سينرجي للإنتاج دون دعم عمّومي إيمانا بمضمون العمل. وعن مضمون العمل أشار محدّثنا إلى أن الفكرة الرئيسيّة المطروحة «في المقلوب» تعكس حياة فئة هامّة من المجتمع التونسي وتتخلل كل طبقاته الاجتماعية، مهما اختلف مستواها الاقتصادي أو الثقافي وهي المراهنة، كممارسة يومية تصل حد الادمان عند أغلبية المراهنين. وأضاف أشرف لعمار أن مشاهدته الدائمة لهذه الظاهرة وانعكاساتها على حياة ممارسيها حثه على خوض تجربة نقلها إلى شريط تسجيلي متخذا المراهنة على الخيول نموذجا وعبّر عن هذا الخيار بقوله في بداية الشريط « أن نحلم بالثروة فإن ذلك شيء مشروع... ولكن أن نتجاوز الحلم إلى الجري لسنوات وراء الحظ دون يأس... فقد يبدو ذلك غريبا، في واقع متقلّب يقترن فيه الحلم بالهاجس..» ولفت مصدرنا الانتباه إلى أن شخصيات فيلمه تجمعها كيمياء واحدة هي الرغبة في التغيير للأفضل رغم أن الحلول التي اتخذتها تنضوي تحت ما يسمى باصطياد الثورات دون جهد والاكتفاء بالحلم والإدمان عليه حتى مع تعدد الخسائر والانكسارات و أكد أن اختيار هذه الشهادات جاء بعد بحث عميق مفضلا أطرفها خصالا وأقدمها في هذا المضمار . من جهة أخرى نفى المخرج الشاب أشرف لعمار محاولته اقحام الثورة في شريطه محافظا على الورق الأولي للعمل حيث برر اختياره بأن الفكرة انطلقت قبل الثورة وتغييرها سيخفض من مصداقية العمل لذلك التزم بنسقه الأساسي وابتعد عن تهمة ركوب الثورة المنتشرة هذه الأيام في الأوساط الثقافية. وختم مخرج «في المقلوب» - ومدته 52 دقيقة- أن الفيلم ينطلق بمشهد سباق للخيول ثم يتوغل في شوارع العاصمة الجانبية انطلاقا من الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة فيخوض في أسرار نهج «ابن خلدون» أين يقبع عالم المراهنة بكل شوائبه. وتجدر الإشارة إلى أن « أشرف لعمار» قد سبق له إخراج شريط قصير بعنوان «ليلة عيد» تناول فيه مواضيع سياسية من منظور اجتماعي من بينها سقوط بغداد وإعدام صدام حسين من خلال محاورة شيخ للموت في ليلة عيد الاضحى حيث قام ببطولة هذا الفيلم الممثل جمال مداني.