أصدر "Institut Montaigne" الفرنسي دراسة بعنوان "الضواحي والجمهورية"، وتقريرا بعنوان "الضاحية 93"، وقد أجرى خمسة باحثين هذه الدراسة بإشراف الباحث الفرنسي المختص في الدراسات الإسلامية والعالم العربي المعاصر جيل كيبالGilles Kepel، ورصدت الدراسة الأحياء الفقيرة الفرنسية التي شهدت أحداث عنف عام 2005. وتطرق كيبال في دراسته الميدانية إلى معنى الإسلام و تطوره في الضواحي الفرنسية التي تضم عددا كبيرا من المهاجرين من أصول مسلمة. وقد شملت الدراسة مئة ساكن من منطقتي كليشي-سو بوا ومونفيرميل من الضاحية 93، ثلثاهم من المسلمين. ورصد التقرير الذي جاء في ستة فصول الخصوصيات الاجتماعية لسكان الضواحي الفرنسية، وأوضح أنّ كليشي-مونفيرميل تضمّ 60 ألف ساكن، وتتسم المنطقة بارتفاع نسب الفقر. وفيما يتعلق بالتعليم يقول التقرير إنّ نسب الفشل في الدراسة والخروج من المدارس مرتفعة، إلى جانب ارتفاع البطالة. ويرى كيبال أنّ التحدي الأساسي يتعلق بتوفير مواطن شغل لسكان الضواحي حتى لا يلجؤوا إلى بديل «إسلامي». ويوضح كيبيل صعود مجموعات سلفية في المقاطعة تدافع عن قراءة حرفية للإسلام، تستلهم إيديولوجيتها من الوهابية في العربية السعودية، ويتساءل الباحث عن الأسباب التي تدفع بالشباب المسلم إلى الانضمام إلى هذه التيارات المتشددة. ويحذر كيبيل من أنّ عدم الاهتمام بالضواحي يفسح المجال أمام تطور النزعات الطائفية وظهور شبكات جديدة تحدث انقسامات على أساس الهوية. «الهيمنة الإستراتيجية» وقد خصّص التقرير فصلا كاملا لما أسماه «حلال من المائدة إلى الفراش». فبعد «فشل الأصوليين» في السماح بارتداء الحجاب، فإنّهم اليوم يسعون إلى ما تصفه الدراسة ب«الهيمنة الإستراتيجية» عبر محاولة تمرير عاداتهم الاجتماعية المرتبطة خاصة بالأكل الحلال. وترى الدراسة أنّ نمو «سوق الحلال» في فرنسا دليل على تطور الإسلام في البلاد. وفي نظر الباحث الفرنسي يلعب «سوق الحلال» دور فضاء يشهد صراعات بين المسلمين من أجيال وتيارات مختلفة، كما أنّه يمثل طريقا لضمان ما يسميه «سيطرة سياسية» على الإسلام، بل يذهب إلى القول إنّ السوق الحلال يسمح بتشكل «لوبي سياسي جديد». وفي نظر التقرير لا يتعلق الحلال فقط بالأطعمة، إذ يوضح كيبال في حوار مع صحيفة «لوموند» الفرنسية أنّ «الحلال» هو منهج حياة و»تعبير عن المعايير والقيم السائدة»، ويضيف أنّ الحلال يرمز للممنوع في الحياة العامة والخاصة. وفي منطقة كليشي سو بوا من الصعب العثور على مطعم أو محل لا يقدم منتجات «حلال». تقرير مقلق دون حلول وفي مقال نشر بمجلة «ماريان» الفرنسية في عدد الأسبوع الأول من شهر فيفري الجاري قدّم ايريك كونان قراءة نقدية للتقرير. إذ يعتبر الكاتب أنّ جيل كيبال كتب نتائج مقلقة وتقريرا خاليا من المقترحات، اعتبر أنّ الضواحي لا تقع على هامش المجتمع الفرنسي بل في قلبه. و أسقط من تقريره خصوصيات المجتمع الفرنسي الذي أصبح سكان الضواحي جزءا منها، مقدما صورة معزولة للمسلمين هناك، ومقللا من فرص اندماجهم. إذ ينتقد كاتب المقال افتراض التقرير كيبال أنّ منطقة كليشي-مونفيرميل هي فرنسا نفسها. ويرى كاتب المقال أنّ كيبال يقلل من مصداقية التأثير الديني الذي يربط دورها فقط بالحد من البطالة؛ وهو ما تعتبره المجلة أمرا «مهينا» بالنسبة إلى المؤمنين ويقصد هنا المسلمين. أروى الكعلي
دراسة أمريكية التهديد الذي يشكله المسلمون الأمريكيون مبالغ فيه واشنطن (وكالات): ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن دراسة بحثية حديثة أظهرت أن المخاوف من موجة من الإرهاب المحلى بواسطة المتشددين الإسلاميين في الولاياتالمتحدة لم تتجسد، وتتحول إلى واقع مع انخفاض المخططات والاعتقالات بشدة على مدار العامين الماضيين من ذروتها في عام 2009. وقالت الصحيفة، إن الدراسة أشارت إلى انخفاض الهجمات وأعمال العنف، حيث إن 20 أمريكياً مسلماً اتهموا بالتخطيط لهجمات أو أعمال عنف عام 2011 مقارنة ب26 متهماً عام 2010 و47 متهماً في عام 2009. ووصف تشارلز كورزمان، أستاذ علم الاجتماع في جامعة نورث كارولاين، الإرهاب الذي يشكله المسلمون الأمريكيون ب»التهديد الصغير لأمن العامة»، مشيرًا إلى أنه من بين 14 ألف عملية اغتيال في الولاياتالمتحدة العام الماضي لم يثبت تورط مسلم متشدد واحد في كل هذه الحوادث.