تنطلق عروض دورة 2012 لأيام الرقص المعاصر بفضاء مدار قرطاج من 18 إلى 26 فيفري بمقولة للأديب والفقيه والمنظر الصوفي جلال الدين الرومي «ملك الفكر الصافي مضى راقصا صوب الوطن الآخر وطن النور» ولعّل هذا الاقتباس المرسوم على معلقة التظاهرة ينقل موقف - غير مباشر- لمنظمي أيام الرقص المعاصر من الأحداث الأخيرة التي تشهدها بلادنا أبرزها محاولة البعض من التونسيين - وضيوفهم ممن يطرحون أنفسهم متحدثين باسم الدين تحريم الفنون وتكفير ممارسيها... خاصة وأن جلال الدين الرومي عرف بميله للموسيقى والشعر والرقص كوسيلة روحية تقرب العبد من ربه وتغير في طباعه إلى الأفضل كما ساهم فكره في تطوير الرقص الدائري من خلال الاستماع إلى الموسيقى والدوران حول النفس. وفي هذا السياق وصفت رجاء بن عمار الدورة الحالية لمهرجان مدار قرطاج الخاص بالرقص المعاصر بتظاهرة المقاومة من قبل «الفنان المواطن» لكل ما هو رجعي يلغي الجسد ويغيبه معتبرة الرقص سلاحا للتصالح مع الذات والمحيط الاجتماعي وهو تعبير عن الهوية المتعددة والحرة ولمَ لا المعقدة للفنان كما أهدت هذه الفعاليات لكل الأجساد المعذبة والمسجونة والمجروحة والمغتصبة. ويقدم مدار قرطاج في دورته الجديدة من أيام الرقص المعاصر13 عرضا لفرق شابة وتصورات منفردة ومن بين هذه الأعمال الكوريغرافية يلتقي رواد فن الحركة ليلة الافتتاح بعرض «lots of love» أو الكثير من الحب فيما تقدم الراقصة رندا الدبّاغ عملها « tube à essai» (أنبوب إختبار) ويرقص عماد جمعة على إيقاعات «النهار راح» كما يعرض الثلاثي نجلاء الجبالي ورمزي الصالحي ومهدي الطوجاني «تراك» إضافة إلى حضور كل من الكوريغرافي نجيب خلف الله وعرض «chôma- âge» لأنيس الدريدي ورمزي الأحمدي. وتختم عروض أيام الرقص المعاصر بمدار قرطاج ليلة 26 فيفري بأحدث إنتاجات مركز الفنون الركحية بمدنين «ترى ما رأيت» للمخرج أنور الشعافي وتجسيد كل من نجيب خلف الله وجلال عبيد ومكرم المانسي وجهاد الفورتي ونورشان شعبان عن أشعار كمال بوعجيلة.