أجمع المستقيلون من حزب "التكتل" أن خيار خروجهم من الحزب هو قرار مستقل لم يكن بدافع من أي طرف أو لخدمة أي أجندة. وأعلنوا أنهم بصدد التشاور لتحديد وجهتهم القادمة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة والتي ستكون باتجاه الالتحاق بالعائلة الديمقراطية الحداثية والوسطية على حد تعبيرهم. وأكد المتدخلون منهم على هامش الندوة الصحفية المنعقدة أمس، ببادرة من المستقيلين من التكتل من 8 ولايات، أن استقالتهم جاءت على اثر انحراف الحزب عن مبادئه المعلنة قبل الانتخابات وقبل الدخول في تحالف مع "الترويكا". وبعد تجاهل القواعد وعدم تشريكهم في خيارات الحزب. وقالوا أن اجتماعهم في لقاء إعلامي يأتي لتفنيد تصريحات قيادات الحزب حول هذه الاستقالات التي اعتبرتها معزولة وأغراضها مشبوهة وسيتم التراجع فيها.
قرار مستقل
ونفي خالد كبوس الكاتب العام السابق لجامعة التكتل بأريانة (المستقيل) أن يكون شخص ما أثر على قرار المستقيلين أو سعى لاستقطابهم. وذلك في إجابته على تساؤل "لصباح"، على هامش اللقاء الإعلامي، حول تعليقه على ما يروج من أخبار مفادها أن خميس قسيلة أبرز المستقيلين من التكتل، هو من يقف وراء هذه الانشقاقات خدمة لتوجه ما لإضعاف "الترويكا" لا سيما وأن داعمي هذا الموقف يستندون لانتماء قسيلة في وقت ما للتجمع وبالتالي قد يكون هدفه خدمة أجندة ما قادمة للإطاحة بالإتلاف الحاكم. ويضيف خالد كبوس بهذا الصدد أن الكثير من الاستقالات جاءت قبل استقالة قسيلة. "ثم إن الرجل مناضل نقابي حقوقي معروف وانتماؤه للتجمع كان لوقت قصير سرعان ما اختلف معهم ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التشكيك في تاريخه بهذا الشكل.."
الحزب أخطأ
من جهتها بينت آمنة الرقيق(مستقيلة) أن تجارب ومواقف ونضالات عدد من المستقلين كافية ليكون قراراهم مستقلا. قائلة " إذا اتفقنا موضوعيا في المواقف والأهداف والتوجهات مع خميس قسيلة فهذا يشرفنا لأنه مناضل وليس لدينا مشكل معه.." وأشارت إلى أن قيادات الحزب واجهت الدعوات للحوار وتصحيح المسار بالرفض والتشكيك والاتهامات باتباع أجندات معينة. و"الحقيقة أن التكتل أخطأ التعامل في هذه المرحلة واختار لنفسه توجها منافيا للديمقراطية كما اختار حلفاء جدد بعيدا عن الحركة الديمقراطية". ووجه المستقيلون من التكتل اتهامات عديدة للحزب بممارسة الإقصاء والامتناع عن منح بطاقات الإنخراط للبعض مقابل منحها للمقربين والأصدقاء ووفق الولاءات. وقال بعضهم أن الحزب فقد هويته التي انصهرت في هوية الأحزاب التي تحالف معها.. وتجدر الإشارة إلى أن الاستقالات من حزب التكتل شملت فروع الحزب في تونس 1 و2 وبن عروس ومنوبة ونابل والكاف وسوسة والقصرين.