ما اكثر الاخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل مثل ينطبق على جل رياضيينا اللامعين الميسورين، الذين لا علاقة لهم بعالم الاعمال الخيرية والتبرعات والمساهمة في اوقات الشدة. ما جرنا الى الحديث عن علاقة رياضيينا بالتبرعات هو الحركة النبيلة التي قام بها نجم المنتخب الايفواري ديديي دروغبا الذي لم يثنه الفشل في احراز كاس افريقيا عن القيام بواجبه تجاه بلده ان قرر إنشاء مستشفى خيري من ماله الخاص والذي قد يكلفه حسب الصحف الانقليزية قرابة 3 ملايين جنيه إسترليني. وخصص النجم الإيفواري كل عائداته من الإعلانات لدعم مؤسسته الخيرية التي ستتكفل ببناء المستشفى، مكتفياً براتبه الذي يتقاضاه من تشلسي الإنقليزي مؤكدا على انه من الضروري أن نبدأ جميعا في بناء بلدنا من جديد. اما في تونس التي تجتاحها هذه الايام موجة غير مسبوقة من الثلوج التي اثرت على الفقراء وجلبت لهم تعاطف كل التونسيين فان اسماء الرياضيين لم تدرج ضمن قوائم المتبرعين رغم الرواتب المنتخفة التي يتقاضونها من فرقهم سواء في تونس او خارجها، بل بالعكس فانك تجدهم من اشد الحريصين على مستحقاتهم ويهددون ويتوعدون ان وقع تأخير في ذلك، ويغضون الطرف عن اقل الواجبات تجاه ابناء وطنهم. فما ضر اسامة الملولي الذي غنم مئات الملايين من ان يدعم احدى المدارس الفقيرة وينسج على منوال سباحين عالميين تركوا بصمة في عالم الاعمال الخيرية التي تصنع الابطال اكثر من الميداليات. اولمبيك مدنين في حاجة ماسة الى دعم ابنائه فمتى يعترف عصام جمعة بفضله ونفس الشيء بالنسبة لكريم حقي وغيره من اللاعبين والمدربين الذين يتقاضون اجورا خيالية ويعرضون على رسم ابتسامة على وجه محتاج. الغريب ان لاعبينا قلدوا الغرب في كل شيء (سيارات فارهة، تسريحات، ملابس، سهرات...) واهملوا هذا الجانب المشرق في حياة اغلب لاعبي اوروبا. فمتى نرى لاعبا تونسيا يتكفل بالايتام كما تكفل ميسي بالف جريح سوري وينسجون على منوال فريدريك كانوتيه وايتو والمدرب منوال جوزيه الذي تبرع لضحايا مجزرة بورسعيد ب375 الف جنيه ولاعبو الاهلي بجرايتين والامثلة كثيرة؟