تعددت امس المطالب المرفوعة أمام مقر المجلس التأسيسي كما اختلفت مرجعياتها ومقاصدها وأهدافها.. فحضرت حركة "كلنا تونس" التي ضمت شبكة دستورنا ومبادرة المواطنة وبمساندة عدد من الحقوقيين والمحامين برسالة وجهتها مباشرة الى رئيس المجلس التأسيسي. ودعت الرسالة المجلس التأسيسي بوصفه السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة الى السهر على "الحفاظ على مكاسب الشعب التونسي وهويته وثوابته الوطينة" و"الاسراع بمطالبة الحكومة باتخاذ القرارات الكفيلة بضمان الأمن وتفعيل الاجراءات القانونية ضد الأعمال التي تهدد النظام العام" ووضع برنامج واضح ودقيق يحدد مضمون زمن المراحل الواجب قطعها لاستكمال الانتقال الديمقراطي مع الاسراع بتفعيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هذا مع التنبيه الى ضرورة مراعاة مشاركة الجميع في صياغة الدستور دون اقصاء. في حين علا صوت "حركة عصيان" التي ضمت بدورها عدد من الهيئات التمثيلية للجهات الداخلية بعدد من المطالب الاجتماعية الاقتصادية أهمها دعوة ملحة للسلطات الى الوقوف على اشكالية غلاء المعيشة ووضع حد ل "نار الأسعار" "يا حكومة عار عار الأسعار شعلت نار" "الى جانب تذكير المسؤولين باستحقاق التشغيل الذي يبدو أنه وقع تناسيه وذلك برفع شعار " التشغيل موش مزية من الكتل النيابية" و" لا وعود ولا تضليل الأولوية للتشغيل". وبين هذا وذاك وقفت مجموعة من الشباب الذي لا يتجاز سنهم الثلاثين في عرض استعراضي يذكرنا بجوقة ملاعب كرة القدم للمطالبة بعدم تجريم استهلاك المادة المخدرة "الزطلة" ومطالبة رئيس الجمهورية بالغاء العمل ب "التحليل على المادة المخدرة" فمن وجهة نظرهم الحكم على مستهلك لمادة "الزطلة" بالسجن لمدة تتراوح بين السنة والسنتين هو حكم يقصي شباب في مقتبل العمر من الحياة الاجتماعية..
تنديد.. ورفض لزيارة غنيم وفي نفس الاطار الاحتجاجي اتفق مختلف المشاركين في وقفة أمس على رفض الزيارة التي أداها الداعية وجدي غنيم لتونس فقد اعتبرت آمنة منيف رئيسة شبكة دستورنا أنه شخصية تحرض على التباغض والعنف قام بتكفير التونسيين واستهزأ من التونسيات ومن نشيدنا الوطني ولم يحترم اي حرمة للتونسي كما نددت منيف بتصريح وزير الشؤون الخارجية الذي لم يلمس أي تجاوز في خطابات الداعية غنيم وفق تعبيرها. واعتبرت أن ما يجري محاولة لتغيير المسار الديمقراطي لتونس كما دعت السلط في الاطار الى "اتخاذ موقف واضح وتحمل مسؤولياتها من أجل حماية الدين الاسلامي من تيارات الجهل والظلامية". وأضافت المحامية مفيدة عن الجمعية التونسية للعمل من أجل المواطنة أن غنيم يحمل خطابا خطيرا يمس من المكاسب الوطنية ويعتدي على حرمة المساجد. من ناحيتها اعتبرت المحامية ليلى بن دبة أن هناك عدم جدية في التعامل مع الازمة التي يشهدها الشمال الغربي والحكومة مطالبة اليوم وبصفة استعجالية بوضع برنامج واضح ومجد ومستعجل لانقاذ هذه المناطق فحيدرة وبني مطير والعيون والبازدية وجبل النار وعين جمل وتالة وسليانة.. مازالت لم تتجاوز الظرف المحرج أو الأزمة الطبيعية. وبينت بن دبة أن ما يدور حول زيارة شخصية غنيم الذي كفر مقدسا من مقدساتنا وهو نشيدنا الوطني هو في الأصل" محاولة لتغيير اهتمام الرأي العام والحقوقيين من ثلوج وفقر الشمال الغربي الى تهريج شخصية دعوية لا تمت الى التونسيين ودينهم الاسلامي بصلة".