- وأخيرا انزاحت الغمّة وتبيّن الخيط الأبيض من الأسود وتم الاتفاق على جلسة عامة انتخابية لتنطلق حرب القائمات والحملة الانتخابية بقوة بعد أن كانت في فترات سابقة تسير بنسق بطيء أحيانا وتتوقّف أحيانا أخرى لعدم وضوح الرؤية.. وبعد نهائيات كأس افريقيا للأمم الاخيرة رفع الستار وتغيّرت المعطيات بعد أن أصبحت رغبة الأندية جلية في التغيير لعدم رضاها على أداء الجامعة الذي بدا مهزوزا ومواقفها متضاربة أحيانا.. ولاشك أنه بالإضافة الى بعض المترشحين الجدد الذين أنطلقوا في تشكيل قائماتهم هناك أيضا مترشحون بصدد تشكيل قائماتهم ووضع اللمسات الاخيرة للاستراتيجيات الانتخابية إلا أن كل ذلك لا يمنع من القول بأن المطلوب هو القطع مع سياسة الاقصاء والتهميش وكيل الناس بالتهم ومنح الفرصة لكل قائمة تجمع بين الأسماء ذات الكفاءة العالية والماضي الرياضي ولها خبرة في مجال التسيير ولم لا جربت العمل في الجامعة فضلا عن امتلاكها لشبكة علاقات هامة بما يمكّنها من جلب عقود وأموال تساعد على تسيير دواليب الجامعة. وما لا يختلف فيه عاقلان هو أن بعض المرشحين المعلنين منذ فترة بدؤوا في وضع الأشواك على طريق مرشحين آخرين أو بعض الذين ابتعدوا لفترة ثم جددوا رغبتهم في العودة للعمل في جامعة جديدة بأفكار وتطلعات روح الثورة وذلك خوفا منهم حتى لا يجلبوا إليهم الأنظار والمؤيدين والناخبين كاتهامهم بالانتماء «للتجمع» المنحل لأنه لا يجب أن ننسى بأن جل رؤساء الأندية الحاليين كانت زكّتهم سلطة النظام السابق وأن جل الأعضاء الجامعيين الحاليين منهم من ترأس نوادي وانتمى للشعبة أو للبلدية وهذه المهام تتمّ أيضا بالتزكية تماما مثلما هناك عديد المستشارين بوزارة الرياضة لهم أيضا ماض تجمعي وبالتالي من المفترض أن نتعالى عن هذه الاتهامات التي لا يمكن أن تخلّف الا جدلا عقيما لا نحتاجه في مثل هذا الظرف. وأما من أبرز الشروط للترشح لهذه الانتخابات فهو انتقاء الأسماء التي لها استعداد فعلي لخدمة الرياضة لا الصراع من أجل أمانة المال أو لجنة المنتخبات أو غيرها لا لشيء إلا من أجل السفر. انتقاء أسماء لا تخشى الأندية الكبرى ولها علاقات واسعة بما يمكّنها من جلب مداخيل مالية هامة تساعدها على اتخاذ قرارات جريئة بعيدة كل البعد عن التأثيرات ..جامعة مستقلة تعامل الجميع على قدم المساواة وتسديد المساعدة خاصة للاندية ضعيفة الامكانيات من أجل بطولة قوية قادرة على تمويل المنتخبات بأفضل العناصر... وقائمة لها برنامج واضح وقادر على تطوير كرة القدم بما يمكّن من تحويلها الى مجال استثماري قادر أوّلاً على تشريف البلاد في المحافل الدولية وأيضا بمثابة الاسفنجة التي تمتصّ جمهور الخريجين المتخصصين العاطلين بالانتداب العادل، على أساس الكفاءة وحسب ما يشرّعه القانون. كل من له برنامج للوقوف الى جانب الأندية ويولي التكوين الأهمية القصوى ويفكّر في تحويل كرة القدم الى مؤسسة عملاقة تكون رافدا للتشغيل هو من يستحق انتخابه حتى وإن تم التقليص في المدة النيابية لأن من يضع أسس مشروع ناجح لا يمكن تغييره أو التخلص منه..