لقد دعوت في عديد المناسبات المشرفين على رياضتنا إلى اتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة لمراجعة قوانيننا وتحيينها وألححت على ضرورة إشراك الكفاءات النيّرة والقدرات القيّمة قصد تطارح آراء العارفين بشؤون كرتنا حيث نستنير بأفكارهم لسد الثغرات وتدارك النقائص التي تشكو منها قوانين جامعاتنا بمختلف أنشطتها وتعيق خاصة نهضة رياضتنا الشعبية الاولى تماشيا والمستجدات الحديثة ومواكبة للتطور المشهود والنسق المتصاعد لكرة القدم في العالم... وحجتي على ذلك، التذمرات العديدة وعدم رضاء جل الجمعيات إزاء القرارات المتخذة من طرف الجامعات والرابطات وحتى لا أطيل على القراء الأوفياء واستنفذ صبرهم الجميل، سأسرد عليكم مثالين اثنين أولهما ملف غازي قيدارة وما تمخّض عنه من تداعيات ألزمت الترجي التلويح باستنفاد حقه في كل الطعون الممكنة لدى المحاكم الرياضية الدولية... وإذا ما نفّذ الترجي وعده فإنه سيخلق سابقة خطيرة حول مدى مصداقية هياكلنا بما أن القرارات كانت متضاربة بين هيكل وآخر في قضية واحدة. والمثال الثاني وهو الأخطر بما أنه زاد الأمور تعقيدا وتأزما فهور المتعلق بتبعات مباراة صفاقس الشهيرة التي جمعت بين جمعيتين عريقتين ومدرستين تربويتين وقلعتين كرويتين وما أسفرت عنه من أحداث مثيرة ونتائج مريرة أضرّت بالجهود المبذولة من طرف الدولة، وأطفأت شعلة المسيرين الجادين، وأجهضت كل المساعي الوسيمة الداعية لاحترام ميثاق الرياضي والتقيّد بالمبادىء الأولمبية السامية والتحلي بالروح الرياضية العالية والحفاظ على الأخلاق والقيم الحميدة التي تجعل من الرياضة أداة تقارب وتآخ وتحابب... وأمام هذا الوضع الدقيق الذي تمر به رياضتنا، أرى لزاما عليّ أن أضمّ صوتي للآلاف المؤلفة من تلك الاصوات التي تعالت في كامل أرجاء البلاد، صارخة بكل ما أوتي لها من قوّة لتقول لصيود وجماعته أننا سئمنا التراكمات والأعذار الواهية التي لم ولن تحل المشاكل ولن تجد الحلول الملائمة والمخرج السليم لملف كرتنا العليلة. فالمشاكل وما ينجرّ عنها من انتقادات سببها الرئيسي التّراشق بالتّهم، والحال أن قوانين الجامعة تجبر المنضوين تحت لوائها من مسيرين ولاعبين ومدربين وغيرهم على عدم الادلاء بتصريحات نارية وجارحة تمس الأعراض وتخدش الكرامة. إن رؤساء الجمعيات ونظرا لإشعاعهم الاجتماعي والرياضي وتأثيرهم في التسيير الجمعياتي وتأطير الجماهير بمختلف مشاربهم مطالبون بكل تأكيد بأن يكونوا قدوة حسنة في أفعالهم وأقوالهم. إن الجامعة تجد نفسها اليوم أمام مسؤولية جسيمة تتطلب منها الاضطلاع بدورها كاملا حتى تستقيم الأمور قبل فوات الأوان، فالمسؤولية ليست تشريفا وإنما تكليف وأمانة.