يقال «إنك إن تلتمس رضاء جميع الناس تلتمس ما لا يدرك» غير أن اللاعب الدولي السابق خالد بن يحيى خرج عن هذه القاعدة وحصل على احترام جميع الجماهير الرياضية ببلادنا بمختلف انتماءاتها وألوانها. حافظ خالد بن يحيى على مواقفه الثابتة سواء كلاعب او كذلك كمدرب يطالب بالمثالية ويرفض المدح والثناء بالرغم من المسيرة الكروية الاستثنائية التي بحوزته بألوان الترجي الرياضي ومع المنتخب الوطني ورفض خالد الدخول في متاهات التراشق بالاتهامات فلم ينسج على منوال بعضهم لأنه كان يعرف جيدا أن كلام العجلة قد يؤدي بصاحبه الى سوء التقدير وقد ازداد احترام الجمهور الرياضي لهذا الرجل الذي كان شعاره أن لا يذيع ولا يشيع أسرار فريقه الأم حتى وإن حاول بعضهم عبثا استصغاره والحدّ من نجوميته. فتح بن يحيى قلبه ل «الشروق» في هذا الحوار الذي حاد عن مساره الطبيعي ليشمل الوضع الراهن للبلاد بعد ثورة 14 جانفي. البداية لا يمكن الا أن تكون بسؤال عن الجامعة التونسية لكرة القدم فبعد أن استقال الحفصي أمسك الحداد بزمام الأمور فهل تعتقد أن الحال سيتغير بمثل هذا القرار؟ أعتقد أن الجامعة التونسية تخضع الى جملة من القوانين سواء تلك الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم او كذلك التي لها صلة مباشرة بوزارة الشباب والرياضة ونحن نطالب بتطبيق هذه القوانين وشخصيا ليس لدي مآخذ شخصية تجاه المكتب الجامعي الحالي لكن إذا تطرقنا الى موضوع الشرعية فإنني أظن أنه ينبغي على كل مسؤول يحترم كبرياءه أن يبحث عن اضفاء الشرعية على منصبه. أجمع الملاحظون على أن زميلك السابق في الترجي الرياضي والمنتخب طارق ذياب هو الشخص الاجدر برئاسة الجامعة فما رأيك؟ موقفي تجاه هذه المسألة قد يثير استغرابكم بحكم أنني أعتقد أن طرح اسم طارق في مثل هذا الوقت وبهذه التغطية الاعلامية الكبيرة قد ينعكس سلبيا على تطلعات الجميع في ترشيحهم لطارق بحكم أن المسؤولين الحاليين سيزداد تمسكهم أكثر بمناصبهم فيواجه بذلك طارق عائقا اضافيا. لكن الى متى ستبقى كرتنا في قبضة ثلة من الدخلاء على الكرة؟ شخصيا أدعو الى أن يتمسك كل شخص باختصاصه إذ لاحظت مؤخرا أن أحدهم كان يعمل خارج تونس لمدة طويلة تناهز ثلاثين عاما ولم يلمس الكرة مرّة واحدة في حياته ولكنه مع ذلك يرغب في الالتحاق بالمكتب الجامعي القادم... فقد انكشفت لعبة هؤلاء واتضح أنهم يقتحمون مؤسساتنا الرياضية لتحقيق مصالحهم الشخصية وليس بهدف الاصلاح. ألا تعتقد أن هذه المصالح الشخصية الضيقة قد تكون دفعت بأصحابها الى اثارة الشغب في ملاعبنا وقاعاتنا الرياضية مؤخرا؟ أظن أن أحداث الشغب التي شهدتها الملاعب التونسية بقيت ضئيلة جدا ولا أظنها تتجاوز نسبة 10٪ لذلك أرفض أن يتم تهويل مثل هذه الأحداث وأعتقد أنه سيكون بإمكاننا تجاوزها في القريب العاجل وشخصيا تقبلت التفسير القائل بأن هذه الأحداث قام بها بعض «المندسين» بكل احتراز. يعتقد البعض أن المناخ السياسي الجديد ببلادنا قد يؤدي الى تهميش قطاع الرياضة فما تعليقك على ذلك؟ عهد التهميش انتهى الى الأبد ولن نسمح بأن يشرف على رياضتنا شخص ينصّب نفسه علينا كزعيم أوحد وأن يلقننا الدروس. لكن لا تنكر أن الرياضالتونسية أصبحت في ذيل الاولويات؟ أظن أن الثوار الاحرار والشرفاء والشجعان الذين قادوا الثورة التونسية لديهم جملة من الأولويات تتصدرها حماية هذه الثورة. هل يعني أنه ينبغي التصدي لجيوب الارتداد على هذه الثورة؟ شخصيا لم أجد أفضل من اسم «الضباع» لاطلاقه على المرتدين الذين يحاولون بكل الوسائل الالتفاف على مكاسب الثورة التونسية. ولكن ألا تعتقد أن الوضع الامني حاليا يبعث على القلق؟ أبدا أنا متفائل جدا ولدي ثقة كبيرة في قدرات هذا الشعب فهو يتمتع بالفطنة والحنكة وأنا أتحدى أي شخص يقول عكس ما ذهبت اليه. سبق لك التتويج بالعديد من الألقاب خلال مشوارك الكروي قبل ان تكون شاهدا على ثورة 14 جانفي عندما التحمت بصفوف الشعب فهل كان الاحساس مختلفا؟ أظن أنني قمت بمساهمة بسيطة جدا ولا تكاد تحسب في انجاح الثورة وشخصيا عمدت رفقة بعض الرياضيين على توعية الناس علما أن معايشتي للثورة التونسية لا يضاهيها اي شيء آخر بما في ذلك الألقاب. لابد أنك ترفض التنازل عن حق الشعب التونسي في مساءلة ومحاسبة كل المذنبين، أليس كذلك؟ أعتقد أن الجرائم التي ارتكبت في حق هذا الشعب الشجاع والكريم كانت مختلفة فشملت بعضها الاقتصاد وبعضها الآخر المجال السياسي... لذلك أؤكد شخصيا علىضرورة محاسبة المجرمين الذين عملوا على استنزاف ثروات البلاد. التاريخ كان حافلا بالرياضيين الذين اقتحموا عالم السياسة، فماذا عنك خاصة في ظل ما تتمتع به من شهرة ومن احترام من قبل الجمهور الرياضيالتونسي؟ كل من يأنس في نفسه الكفاءة والقدرة على إفادة البلاد في الميدان السياسي بامكانه الانضمام الى حزب من الاحزاب الموجودة أما عن شخصي فأؤكد أنني أريد أن أكون ملاحظا ومتابعا للأحداث لحظة بلحظة وهي مناسبة لكي أدعو الشعب التونسي الى انجاح الانتخابات يوم 24 جويلية القادم. نترك لك كلمة الختام... فماذا تقول؟ أؤكد أن الرياضةالتونسية بخير وأتمنى النجاح لأنديتنا التونسية المشاركة على الصعيد الافريقي سواء تعلق الامر بالافريقي وكذلك بالترجي الرياضي وشخصيا أشعر بالفخر والاعتزاز لأنني كنت شاهدا على الثورة التونسية التي أعتبرها أجمل ذكرى على الاطلاق في حياتي.