مثلما كان منتظرا عرفت نهائيات كؤوس الاداني حماسا كبيرا واشتد فيها التنافس وبلغ المستوى الفني درجة مرضية وتقاسم الترجي الرياضي والنجم الساحلي التتويج حيث عادت كأس الاداني «ب» الى الترجي الرياضي بعد ان فاز بهدف نظيف اما في الاداني «أ» فعادت الكأس الى النجم الساحلي بفضل ضربات الجزاء بعد ان انتهى اللقاء بالتعادل الايجابي (11) وهكذا تقاسم الفريقان التتويج فالترجي فاز بالبطولة والنجم كسب الكأس. لا وألف لا الى وقت قريب ظننا ان مظاهر الخروج عن ميثاق الرياضة قد ولت دون رجعة، وبعد ان مر اليوم الاول من نهائيات كؤوس الشبان بسلام مثلما مرّ كامل الموسم دون مشاكل تذكر ذُبحت الروح الرياضية في ملعب المرسى من الوريد الى الوريد في نهائيين جمعا قطبين من اقطاب كرة القدم التونسية النجم والترجي وبقطع النظر عن المتسبب والاسباب والمسببات فإن ما حدث اثناء وبعد اللقاءين وخاصة بعد لقاء الاداني «أ» لا يشرف اي فريق من الفريقين. لقد كان حريا بالطرفين تبادل التهاني عند الاختتام اولا لأن القسمة بينهما كانت عادلة كأس لكل فريق وثانيا لان كليهما يضم مهارات لا بأس بها خاصة في الاداني «أ» حيث شاهدنا فريقين منظمين ولعبا جميلا وجملا كروية فقدناها حتى في الاكابر. لقد حضرت الفنيات والاهداف ولكن للاسف غابت الروح الرياضية. ان مسؤولي الفريقين وجامعة كرة القدم مطالبون بالوقوف وقفة حازمة واخذ الامور مأخذ الجد لان ما شاهدناه من فوضى وعنف يشوه كرتنا ولا يخدم مصلحة البلاد والعباد. لسنا مؤهلين لتحديد المسؤوليات ولنتركها لأصحابها لكن اتخاذ القرارات المناسبة لا مفرّ منه وليتحمل كل طرف مسؤوليته حتى لا نعود لمشاهدة تلك المهازل. انه لمن المؤلم فعلا ان نرى مثل تلك المشاهد في لقاءات شبان في عمر الزهور يحملون آمال كرة القدم التونسية تأثروا بما اتاه الكبار ونسجوا على منوالهم والمثل يقول «الابل تمشي على كبارها». في خاتمة كلمتنا لا يسعنا سوى ان نقول «مسكينة هي كرتنا ومسكينة هي الروح الرياضية». ------------------------------------------ كأس الاداني «أ»: ممتاز فنيا وللنسيان «أخلاقيا» * النجم الساحلي: سالم النايلي، حسام الغريبي، ايمن عبد النور، سهيل الميساوي، سيف الدين بو وزرة، سليم الجدي (امير ساسي)، اسامة المساكني، ياسين قردبو، بشير جنيح، رامي موسى، عدنان الرداوي. * المدرب انيس الزرقاطي * الترجي الرياضي: خليل الماكني، علي بن تومية، (محمد علي العباسي)، احمد الغربي، حسام محجوب، حمزة الجبالي، هشام بن نصر، مالك بن وردة (احمد عمران) توفيق الشهبي، حمزة المحفوظي، خالد السماري، عبد السلام بسيس. * المدربان: طارق المكي وفراس بالي * الحكام: لسعد العياري، نوفل خشارم، فوزي المروشي. * الاهداف: بشير جنيح (دق 7ض.ج) لفائدة النجم وهشام بن نصر (دق 12) لفائدة الترجي الرياضي. اوفت المباراة بوعودها الفنية حيث قدم الفريقان وجها مرضيا جدا ولاح جيدا انهما استعدا للموعد كما يجب فكان الحضور الذهني والانتشار الجيد فوق الميدان وبرز عديد اللاعبين بفنياتهم العالية وحضورهم الجيد على الميدان وبذلك شاهدنا طوال اللقاء كرة جميلة ومقابلة تليق فنيا بسمعة الفريقين ولولا التدخلات القادمة من خارج المستطيل الاخضر والتي عكرت الاجواء لقلنا ان اللقاء بلغ درجة الامتياز. النجم الساحلي بدأ بقوة كبيرة وخلق فرصتين هامتين قبل ان يتوغل بشير جنيح ويراوغ ويوزع لتصطدم بيد احد المدافعين فأعلن الحكم على ضربة جزاء افتتح بها نفس اللاعب النتيجة (دق 7). هذا الهدف ايقظ لاعبي الترجي الذين تحركوا بسرعة وادركوا التعادل بعد مضي خمس دقائق فقط عن طريق هشام بن نصر الذي وجه تسديدة رائعة من بعد 30 مترا غالط بها حارس النجم. بعد ذلك تواصل اللعب مفتوحا وخلق الفريقان عدة فرص سانحة للتسجيل غابت عنها اللمسة الاخيرة ليقع اللجوء الى ضربات الجزاء التي تألق فيها الحارس الاحتياطي للنجم بتصديه لركلتي هشام بن نصر وحمزة المحفوظي فيما نجح الشعبي وبن حمودة في التسجيل اما من جانب النجم فقد نجح الرداوي وغربي وجنيح وقردبو في حين اخفق رامي موسى. ------------------------------------- كأس الأداني «ب»: الترجي يضم الكأس للبطولة * الترجي الرياضي: الحبيب التونسيي رامي الماكني حمزة بن مراد (حسني السماوي) عماد الجويني الصادق القروي الصادق العربي احمد الميغري محمد مهدي معالي رفيق نجيل اكرم الهراغي. * المدرب: الطيب الهرابي * النجم الساحلي: بيرم زروق حمزة شعبان رامي البحري ايهاب بالطيب ماهر جادالله اسكندر بوشلبي (خميس الجلاصي) رامي البدوي احمد قرقاب (محمد الشيخاوي) حسام الدين بن عيسى علاء الدين عياش. * المدرب: كمال السهيلي * تحكيم: فؤاد البحري عاطف المهري فؤاد قيدارة * الهدف: أكرم الهراغي لفائدة الترجي الرياضي لم يدرك اللقاء درجة المتوسط من الناحية الفنية ولاح جليا ان الشبان سلطت عليهم ضغوط نفسية كبيرة وكانت المباراة ثقيلة عليهم فالهتافات كانت تأتي من كل مكان وكان هناك مئات المدربين سواء على المدارج او على حافة الميدان التي عجت كالعادة بالدخلاء وهذا ما زاد في قلة تركيز اللاعبين. المحاولات كانت محتشمة من طرف الفريقين حيث اكتفى الترجي بهدف وحيد سجله الهراغي في الشوط الاول عجز النجم الساحلي عن الرد عليه وحتى المحاولات التي جاءت في الشوط الثاني من طرف الفريقين فانها كانت تفتقد الى النجاعة المطلوبة.