حالة من الاستنفار عارمة عاشتها أمس مدينة مجاز الباب بباجة التي تضافرت فيها مجهودات مختلف الأطراف تأهبا لفيضانات منتظرة باعتبار أن الوضع حسب ما أعلنته مصادر رسمية خرج عن السيطرة والسدود امتلأت ووصلت حدها الأقصى وقد وصف الوضع ب«الكارثي» وقد انطلق خط الفيضان من سيدي ثابت مرورا بطبربة والبطان ومجاز الباب واتجه نحو بوسالم. وقد تم اجلاء المتساكنين نحو معهد المنجي سليم بمجاز الباب عوضا عن القاعة المغطاة التي من المتوقع أن تغرق بدورها في المياه كما تمت عمليات الايواء بمدارس شارع الحبيب بورقيبة والعرقوب ودار الشباب حيث تم تزويد العائلات التي تم ايواؤها بالأغطية والغذاء. وقد عمت أمس مظاهر الاستنفار بمجاز الباب حيث قامت قوات الجيش والحماية المدنية بحملات مكثفة لإقناع المواطنين الذين رفضوا مغادرة منازلهم بضرورة المغادرة ولكن العديد من الفلاحين بمناطق «متيو» ودوار ب«السيود» ومنطقة «الدواهشية» والذين يقطنون بالقرب من رافد من روافد «وادي مجردة «رفضوا الخروج من منازلهم خوفا على حيواناتهم ودوابهم وقد تدخلت عديد الأطراف من بينها الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي وجمعية مدد للعمل الخيري وجمعية الاغاثة لمساعدة المواطنين الذين تمت عملية ايوائهم واقامتهم بمراكز الايواء في ظروف طيبة حيث تم ايواء 8 عائلات تضم 18 فردا من منطقة «الدواهشية» بمعهد المنجي سليم وكذلك 5 عائلات من حي بن حسين وقد غمرت المياه بصفة كلية منطقة سيدي اسماعيل بباجة الجنوبية ومنطقة مستوتة . وقد أكدت مصادر مسؤولة ل «الصباح» أن فيضان الأودية سيكون متبوعا بهدوء نسبي ستتبعه تدفقات مائية ستتواصل على امتداد أسبوع ستليها عمليات مراقبة جديدة على مستوى قيس مستوى المياه وانذارات جديدة ومن المنتظر أن تتضاعف التدفقات المائية القادمة من الجزائر وترتفع من 1500 متر مكعب في الثانية وهو المعدل الذي سجل خلال فيضانات 2003 سترتفع بزيادة قدرت ب 400 متر مكعب في الثانية وقد وصل أول أمس مساء مستوى المياه الى 200 متر مكعب في الثانية بمنطقة «السلوقية» ومن المنتظر أن يصل ليلا الى 500 متر مكعب في الثانية وهو ما من شأنه أن يغرق معتمدية مجاز الباب وأحياء بومرداس و«الماطيس» و«بلحسين» نتيجة فيضان وادي خلاد وسليانة . وقد تم أول أمس اجلاء جميع المواطنين باستثناء بعض الحالات التي رفض أصحابها مغادرة منازلهم بينهم صاحب ضيعة بمنطقة «التوتة» على الحدود المحاذية لطبربة رغم أن المياه غمرته من جميع النواحي وقد تم مده عن طريق طائرات الجيش بالمؤونة اللازمة اضافة الى تمسك مواطن ثان بمنطقة «ولجة الماطيس» بعدم مغادرة منزله.