تعقد وزارة الثقافة خلال الأسبوع المقبل جلسة عمل مصيرية مع كل الأطراف المتدخلة في إنشاء واستكمال مكونات مدينة الثقافة وهي وزارة التجهيز والبنك المموّل والمقاولات التشيكية القائمة بالأشغال وذلك للنظر في مدى جاهزيتها لتقديم ثقافة محترمة تستجيب لطموحات المثقف التونسي الذي انتظرها منذ فيفري 2006 تاريخ انطلاق أشغالها. هذا ما صرّح به وزير الثقافة خلال زيارة التفقد التي أداها صحبة السيد محمد سلمان وزير التجهيز والسيد سيف الله الأصرم رئيس بلدية تونس عشية الجمعة 24 فيفري إلى مدينة الثقافة وحضرها السيد فتحي كوشات المسؤول عن البناءات والأشغال والسيد عبد العزيز الزياني مدير المصالح المشتركة والسيد الحبيب العوني عن وزارة الثقافة. أفاد المسؤولون أن أشغال مدينة الثقافة التي طال توقفها ستستأنف قريبا وقد تستغرق أكثر من سنة لتكتمل نهائيا. ومن أهم مكوناتها -التي نفذت بالتنسيق مع الحماية المدنية وجهزت بضروريات التدفئة والتبريد- الفضاءات العامة للاستقبال والتوجيه التي تمتد على مساحة 6462 م2 وفضاءات فنون الفرجة ومساحتها 22.205 م2 وقاعة أوبرا تتسع ل1800 مقعد وقاعة السمعيات وتتسع ل700 مقعد و7 فضاءات إنتاج وقاعة للمسرح التجريبي بها 300 مقعد ومكتبة متعددة الوسائط إضافة إلى عدد من الأروقة المخصصة للمعارض الفنية وقاعة الخزينة الوطنية للمقتنيات الفنية وفضاءات تجارية مكملة للأنشطة الثقافية وقاعتي سينما ب350 و150 مقعدا ودار للفنانين ومقر للإدارة العامة وبرج الثقافة وطوله 60 مترا يطل على تونس العاصمة سيكون الدخول إليه بمقابل ويدخل في إطار تنشيط السياحة الثقافية.. والمدينة مجهزة كذلك بمأويين مسقفين بهما 160 مربضا وبمأويين سطحيين يتسعان ل300 سيارة. كما تحتوي مدينة الثقافة على جزء ثان مساحته 22000 م2 وعلى متحف وطني للحضارات ومساحته 22000 م2. وقد بلغت كلفة كامل المشروع 67.32 مليون دينار وتقدمت فيه الأشغال بنسبة 75 بالمائة وقدّر استهلاك الاعتمادات ب41.3 مليون دينار دون اعتبار الأداء على القيمة المضافة. وبالمناسبة عبر وزير الثقافة عن أمله في ان يكتمل هذا المشروع الثقافي الضخم ويتم تبنيه حتى عاطفيا لننقذه وان تترك بعض الملفات للقضاء يقول فيها كلمته ودعا الفنانين بصفة عامة لان يستعدوا لتقديم مادة ثقافية محترمة تستجيب لطموحات كل المثقفين، وأكد على أن الوزارة تحرص شديد الحرص على تكوين الموارد البشرية التي ستسهر على حظوظ مدينة الثقافة وقال ان عددا من البلدان الأوروبية عبرت عن استعدادها لمساعدتنا على تأهيل الموارد البشرية في مجال التصرف في الفنون والمحافظة على المقتنيات وطرق التخزين من بينها فرنسا وإسبانيا وذكر بأنه تم إنجاز دراسة لما قد تحتاجه المدينة من موارد بشرية ولم يبق إلا القانون الأساسي ليتمّ الانتداب. وبعد تفقد كامل أجزاء المدينة والتوقف عند أصغر جزئياتها والتأكد من الكراسي التي تمّ اقتناؤها لقاعات العرض والاطلاع على عينة من الأبواب والإكسسوارات عبّر الوزير عن إعجابه بما تمّ التوصل إليه متمنيا ان تجهز المدينة وتخلق ديناميكية تجعل تونس مركزا للثقافة العربية والعالمية.