مازال ارتفاع الأسعار يمثل أهم المشاكل التي تؤرق المواطن التونسي وتؤثر سلبا على قدرته الشرائية وقد عبر عن غضبه وتذمره من خلال عديد الوقفات الاحتجاجية وطالب بإيقاف لهيب الأسعار بتفعيل دور الرقابة الاقتصادية والضرب على أيدي المحتكرين والمساهمين في ارتفاع الأسعار الذين استغلوا الظرف الخاص الذي تشهده البلاد بعد الثورة. صحيح أن هناك انخفاضا نسبيا في أسعار اللحوم البيضاء والحمراء خاصة بعد دعوة الغرفة الوطنية مؤخرا تجار اللحوم البيضاء والحمراء والقصابين للتخفيض في أسعار بيع اللحوم خلال الفترة القادمة، لكن هل انتقلت في المقابل عدوى انخفاض الأسعار إلى الخضر والغلال أيضا أم حافظت أسعارها على ارتفاعها.
معاناة المواطنين من لهيب الأسعار
"الصباح" زارت أحد الأسواق لرصد آراء بعض المواطنين والتقت بالسيدة "حواء الجماعي" التي أكدت أن الأسعار بقيت في نفس المستوى ولم تشهد أي انخفاض بل بالعكس هناك ارتفاع كبير في بعض المواد فمن يتقاضى راتبا شهريا لم يعد بإمكانه تلبية كافة حاجياته من المواد الأساسية"، فغالبا ما نمعن النظر في أسعار الخضر المعروضة، بحثا عن اقلها ثمنا، ومن ثم نغادر السوق وسلالنا لا تحوي سوى النزر القليل منها وقد رجحت السيدة "حواء " الارتفاع المشط للأسعار إلى غياب الأجهزة الرقابية من ناحية والى عدم مراعاة التجار للمقدرة الشرائية المتدهورة أصلا للمواطن فسعر الفلفل يترواح بين "2300" و2875 مي" وهذا أمر رأت انه غير معقول. "السيد نبيل بن غزالة" كان يعمل "حرايري" اما اليوم فهو عاطل عن العمل قال :" لقد تجولت اليوم في أكثر من سوق لعلي أعثر على أسعار تناسب دخلي المتواضع لكن اكتفيت بشراء "ربطة كلافس" 850 مي ثم قفلت راجعا دون شراء بقية المواد لغلاء أثمانها" وأرجع ذلك إلى غياب الرقابة مما جعل التجار يتصرفون كما يحلو لهم. ونادى بضرورة ردع وزجر هؤلاء التجار الذين استغلوا الأوضاع غير مكترثين بقدرة المواطن الشرائية أو ظروفه الاجتماعية. السيدة "فاطمة" أيضا أبدت تذمرا مما تشهده المواد الاستهلاكية من ارتفاع وطالبت بالتدخل السريع لتسعير المواد الاستهلاكية في الخضر، "فالأكلة البسيطة لم تعد حكرا على المواطن البسيط بل إن المواطن العادي لم يعد قادرا عليها، فما بالك بالفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود. في نفس السياق أكدت السيدة علياء بلحاج انه أمام الارتفاع المشط والمتواصل لأسعار الخضر بأنواعها والغلال، لم يعد المواطن التونسي قادرا على مجابهة النفقات المعيشية الأخرى. قائلة "بل نضطر ونجبر على الاستغناء عن وجبة غذائية لفائدة وجبات لا تتوفر فيها ابسط مواصفات التغذية". إن الحديث عن أزمة ارتفاع الأسعار التي تمر بها البلاد منذ أشهر يدفعنا إلى البحث عن الحلول اللازمة لتجاوزها وإلا أصبح المواطن التونسي مهددا حتى في أمنه الغذائي.
احتكار بعض التجار
السيد محمد تاجر ارجع هذا الغلاء الفاحش إلى احتكار بعض المنتجين الذين استغلوا الظروف والأوضاع السائدة بالبلاد إلى جانب تردي الأحوال الجوية الذي حال دون تزويد الأسواق بالخضر والغلال بشكل منتظم وهو ما شجع أيضا، بعض رؤوس الأموال و"القشارة" على استغلال الوضع والتحكم في أسعار المواد الأساسية من خضر وغلال وحتى اللحوم والأسماك وغيرها من المواد التي لا يمكن للمستهلك أن يستغني عنها. وأضاف "أنا كتاجر لا دخل لي في ارتفاع الأسعار فأنا كغيري مضطر لشراء الخضر حتى وان ارتفع سعرها كي لا أتوقف عن العمل".