غابات ولاية بنزرت هي ثمرة جهود أجيال متعاقبة تولت التشجير والرعاية والحماية حتى أصبحت ثروة وطنية حقيقية توفر آلاف مواطن الشغل القارة والموسمية فضلا عن الفوائد المناخية والرعوية والبيئية المتعددة وحسب المعطيات التي تحصلنا عليها فإن غابات «سيدي مشرق» و«المحيبس» و«الحنية» و«موادن» من معتمدية سجنان والكرنيش وشاطئ الصخور والرأس الأبيض والسمادية ورأس العين ببنزرت الشمالية وبشاطر والمنارة ببنزرت الجنوبية أصبحت عرضة منذ الثورة الى الاضرار بها. وتفيد المعطيات التي استقيناها من مصادر عليمة أن الاعتداء على الغابات يتم ليلا وتتمثل الأضرار في قطع الأشجار وتحويلها إلى خشب والمتاجرة به للتصنيع أو تحويله إلى فحم وبيعه وفي تحطيم الكساء الغابي وتحويل المكان إلى أرض فلاحية وهذا ما يقع بغابات سجنان وقد تمكنت دوريات المراقبة من حجز بعض الشاحنات التي تنقل الخشب أو الفحم دون ترخيص. والجدير بالذكر أن بعض الأهالي بجهة «الحنية» وتحديدا بمنطقة «بوعواج» كما أفادتنا مصادرنا حاولوا التصدي للمعتدين على الغابات بإغلاق الطريق بالحجارة لكن وقع ارهابهم باطلاق الرصاص في الهواء مما جعلهم يبتعدون عن المكان وهو ما مكن المعتدين من ازاحة الحجارة وفتح الطريق للشاحنات بينما قام المتصدون باعلام الدوائر المعنية بالأمر فنصبت لاحقا كمينا مكنها من حجز شاحنة محملة بالخشب. أما بالنسبة لغابات معتمدية بنزرت فالاعتداء عليها يتمثل في إزالة الكساء الغابي وفي البناء الفوضوي، وهو اعتداء تولدت عنه انتهاكات أخرى كرفع الرمل والمتاجرة به وهو تهديد جدي للغابات.
تعزيز المراقبة
ودائما وحسب مصادرنا فإن إدارة الغابات ببنزرت قامت بتوثيق جميع المخالفات واتخذت جميع الإجراءات اللازمة ووجهت الملفات إلى الدوائر المعنية ،لكن النزيف مازال متواصلا، بل إن بعض الأعوان المكلفين بحماية الغابات تلقوا الكثير من التهديدات مما جعلهم ينسقون مع مركز شرطة الروابي ببنزرت بينما وجد بعض الأعوان بجهة سجنان أنفسهم ممنوعين من مباشرة عملهم على عين المكان اثر التهديدات التي تلقوها ،بل منهم من تعرض إلى العنف. ويبقى الحل حسب محدثنا في تواصل تسيير دوريات مشتركة لأعوان الضابطة العدلية من ديوانة وأمن وحرس وأعوان الغابات بمساندة الجيش الوطني،و اتخاذ القرارات الرادعة بشأن المخالفين، إضافة إلى قطع الطريق على المتاجرين بالخشب بتحديد مصانع الخشب التي تتعامل معهم، واتخاذ التدابير القانونية بشأنهم، وبذلك تغلق منافذ التسويق أمام المعتدين على الغابات، فيتوقف انتهاكهم لها أو تقل حدته ووتيرته، لأن ما يغريهم هو الربح المادي السهل والسريع فقط.