أكد مهدي مبروك وزير الثقافة أن الهجرة غير الشرعية في تونس مترسخة لدى الشباب التونسي إلى أن أصبحت ظاهرة ثقافية، كما أشار إلى خطورة هذه الظاهرة خاصة وأن الشباب وتحديدا القاصرين منهم يخاطرون باللجوء إلى الهجرة السرية حتى في غياب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة لبعضهم حسب قوله. ودعا الوزير إثر مؤتمر انعقد أمس بالعاصمة، نظمه المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والجامعة التونسية للدراسات التطبيقية في الانسانيات بالتعاون مع الجامعة العربية لحقوق الانسان حول الهجرة غير الشرعية بعد 14 جانفي، إلى إيجاد آليات جديدة ذات مرجعية ثقافية فكرية، مؤكدا أن رهان الحكومة الحالية التواصل مع الشباب التونسي وتوفير مناخ اجتماعي واقتصادي ملائم يتماشى مع مطالبهم وكفيل بالحد من ظاهرة الهجرة السرية.
ملف المفقودين وسياسة الهجرة
وفي ما يتعلق بملف المفقودين أكد رياض بن خليفة أستاذ جامعي وعضو في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن الحكومة والمجتمع المدني يسعيان حاليا للتواصل مع الدول الاوروبية وخاصة ايطاليا والتشاور مع الاتحاد الاوروبي وذلك لحصر عدد المفقودين والذي يرجح أن يكون قد تجاوز 200 مفقود ومحاولة تحديد مكان أقصى عدد ممكن منهم، بالإضافة إلى مراجعة سياسة الهجرة المتبعة في تونس وتفادي النقائص التي لم يقع تحويرها بعد الثورة ومناقشة الاتفاقيات المبرمة مع الدول الاوروبية ومحاولة تطويرها في إطار تدعيم العلاقات الديبلوماسية.
صعوبات تطويق الهجرة السرية
وابرز رياض بن خليفة أن مشكلة الهجرة السرية قضية معقدة وغير قابلة للتطويق نتيجة رفض الدول الاوروبية تقديم المعلومات والمعطيات المتعلقة بالمهاجرين بالاضافة إلى رفض المهاجرين العودة إلى تونس بعد وصولهم للدول الاوروبية وعدم التصريح بهويتهم الحقيقية وطلب اللجوء خوفا من ترحيلهم. كما أكد على هامش هذه الندوة أن اغلب المهاجرين من فئة القاصرين مما أعاق الحكومة عن توفير معطيات دقيقة عنهم.