اظهرت نتائج دراسة انجزها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حول المهاجرين غير الشرعيين التونسيين الى البلدان الأوربية ان ثلثي "الحارقين" تلاميذ وطلبة وخريجي جامعات. وبينت الدراسة التي قدمها المنتدى ظهر اليوم بالعاصمة والتي شملت عينة عرضية ل 250 شخصا ان 24 في المائة من المتسللين الى الضفة الاخرى للمتوسط تلاميذ فيما بلغت نسبة الطلبة 21 في المائة اما خريجي الجامعات والتي تحمل بطاقات تعريفهم الوطنية مهنة تكتسب بشهادة جامعية كان في حدود 17 في المائة. كما اظهرت الدراسة ان 73 في المائة من المهاجرين بطرق غير شرعية تتراوح اعمارهم بين 20 و34 سنة وان 55 في المائة منهم من تونس الكبرى وينحدرون من اكثر الاحياء الشعبية فقرا على غرار حي التضامن والمنيهلة والكبارية وسيدي حسين.. وسجل ان 45 في المائة من جملة الحارقين في عداد المفقودين. وفسر استاذ علم الاجتماع المتخصص في شؤون الهجرة وعضو المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية المهدي مبروك هجرة التلاميذ والطلبة وخريجي الجامعات بانعدام الامل في المنظومة التربوية وانخفاض امال الحصول على شغل في تونس موضحا ان التلاميذ بالخصوص ارتفعت نسبة الهجرة في صفوفهم نتيجة احتكاكهم بالواقع المرير لبطالة خريجي الجامعات. واكد مبروك ان عدد المهاجرين التونسيين غير الشرعيين بلغ اليوم 40 الف نسمة في البلدان الاوروبية بعد ان كان في حدود 35 الف وصلوا ايطاليا بداية من 14 جانفي الى حدود 14 افريل الماضيين واوضح ان السلطات الايطالية ترحل كل يومين في الاسبوع عدد غير معلوم من الشباب التونسي الى وجهات غير محددة في اوروبا وهو ما يفسر ارتفاع عدد المفقودين مطالبا في السياق ذاته السلطات الايطالية بالكشف عن بيانات المهاجرين التونسيين. وكشف عبد الرحمان الهذيلي رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ان السلطات الايطالية كانت قد طلبت كشوفات بصمات بالهويات للمفقودين التونسيين المحتمل توجههم الى اراضيها الا ان وزارة الخارجية لم تحرك ساكنا الى اليوم بتعلة ان هذه البيانات شخصية رغم المطالب المتكررة لعائلات الحارقين. وطالب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والسياسية بضرورة ان تكف الجمعيات والمنظمات الاوروبية عن التعامل بما سماه سياسة المكيالين مع ملف التونسيين المهاجرين في المخيمات التي لم تولها اهتماما يذكر على حد قوله مقارنة بمجهوداتها لأغراض سياسية في مخيمات الجنوب التونسي على الحدود التونسية الليبية. وانتقد عبد الرحمان الهذيلي رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعيةموقف الاحزاب السياسية التونسية التي اعتبرها قد وظفت قضية المهاجرين في حملاتها الانتخابية وحال حصولها على الكراسي في المجلس التأسيسي تغافلت عن الملف على حد تعبيره. وطالب المنتدى بضرورة ان تضع الحكومة المقبلة وبالخصوص وزارة الخارجية ملف المهاجرين التونسيين في أوربا في اولى أولوياتها. ويذكر ان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية سينظم يوم الاحد المقبل تجمعا لعائلات المفقودين بساحة حقوق الانسان بالعاصمة اضافة الى عرض لمسرحية "حارق يتمنى" لرؤوف بن يغلان في اطار احتفالاتها باليوم العالمي للمهاجرين.