أكد الشيخ أحمد الزبير الشريف السنوسي رئيس ما يعرف ب "مجلس إقليم برقة" أن القرار الذي اتخذه قبل ثلاثة أيام ساسة ورجال قبائل منطقة برقة، شرقي ليبيا، بإعلان برقة إقليما فيدراليا اتحاديا "هو قرار نهائي لا رجعة فيه". وشدد السنوسي في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف امس أن المجلس "لن يتحاور مع أي طرف، إلا في إطار الفيدرالية". ونفى السنوسي الاتهامات التي وجهها رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل من كون إعلان برقة إقليما فيدراليا هو مؤامرة على ليبيا تهدف إلى تقسيمها وأن هناك بعض الدول العربية دفعها تخوفها من انتقال الثورات إليها لدعم تلك الخطوة، مؤكدا: "نحن لسنا دعاة انفصال ولسنا أتباعا لأي دولة كانت". وقال: "هذه كلها أكاذيب لا أساس لها من الصحة.. ونحن معروفون في عموم ليبيا بمواقفنا الوطنية.. فقد بذلنا الكثير من أجل ليبيا.. وقاتل أبناء المنطقة الشرقية وضحوا بأرواحهم في طرابلس ومصراتة والجبل الغربي وفي جميع المناطق الغربية من أجل تحرير ليبيا، لا من أجل الانفصال". واضاف: "لو كنا نريد الانفصال خلال بداية ثورة السابع عشر، لكان هذا ممكنا لأن المنطقة الشرقية تحررت تماما خلال أربعة أيام.. ولكننا لم نرض أن يظل إخواننا بباقي المناطق تحت سيف الطاغية ولذا استمرت مشاركتنا بالقتال ضدّه في كل المناطق الليبية وهذا شرف لنا نعتز به". وقلل السنوسي من تهديد عبد الجليل باستخدام القوة لمنع تقسيم ليبيا غداة إعلان برقة إقليما فيدراليا، قائلا "إذا كانت عنده قوة، فليستخدمها". وقال: "هو أصلا ليس عنده قوة لكي يسيطر على ما يحدث بطرابلس أو على المدن الغربية التي يحدث فيها قتال من حين لآخر بين قبائلها.. بينما المنطقة الشرقية مستقرة وهادئة وليس هناك أي قتال بين قبائلها في كافة حدودها". كما نفى السنوسي أن تكون قرابته للملك الراحل إدريس السنوسي هي بداية لعودة النظام الملكي لليبيا في ثوب جديد، مؤكدا: "نحن لا نتكلم عن الملكية.. نحن نتكلم عن استقرار المنطقة وإحلال الأمن.. المواطن يحتاج للأمن والأمان ولا يحتاج لمملكة وملكية بل لا يحتاج حتى لجمهورية". يذكر أن السنوسي هو ابن عم الملك الليبي الراحل إدريس السنوسي وقد سجن تحت حكم العقيد الراحل معمر القذافي قرابة 31 عاما وتم اختياره عن السجناء السياسيين عضوا بالمجلس الوطني الانتقالي. ورفض السنوسي أية دعوات للحوار يهدف منها التراجع عن قرار إعلان برقة إقليما فيدراليا عبر الحديث والوعود بمعالجة قضية التهميش وتحسين الأوضاع بالمنطقة الشرقية، مشددا على أن "التهميش كان في عهد القذافي واستمر في عهد ما بعد الثورة". وتساءل: "ما الضرر في أن تكون ليبيا كلها دولة فيدرالية اتحادية .. تلك تجربة موجودة ومطبقة في أشكال الحكم في دول كبرى كالولايات المتحدة وألمانيا ودول نامية كالإمارات العربية.. فهل يعتبرون الفيدرالية في الإمارات انفصالا لدبي أو أبو ظبي؟". ودافع عن تحرك برقة بقوله :"نحن لم ننفصل.. نحن نقول إننا أصبحنا إقليما فيدراليا".
في خطوة تهدد بمزيد تدهور العلاقات بين البلدين النيجر تعين مدير مكتب القذافي مستشارا لرئيسها نيامي (وكالات) أفادت مصادر أمس بأن النيجر منحت بشير صالح بشير المدير السابق لمكتب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي جواز سفر ديبلوماسيا ودورا استشاريا في الحكومة في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى مزيد من تدهور العلاقات مع زعماء ليبيا الجدد.وكان بشير وهو من كبار مساعدي القذافي يدير أيضا صندوقا استثماريا ليبيا لصالح العقيد المخلوع. وقال مسؤلان كبيران بشرطة النيجر لوكالة الأنباء "رويترز" إنه منح جواز سفر ديبلوماسيا في أواخر ديسمبر الماضي بعد تعيينه مستشارا لرئيس النيجر.وقال أحد مسؤولي الشرطة الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "صدر جواز سفر ديبلوماسي لبشير صالح بشير الذي عين مستشارا للرئاسة".وقالت صحيفة "ليفينمون" (الحدث) النيجرية نصف الشهرية إن جواز السفر أشار إلى ان بشير ولد في بلدة أغاديز بشمال النيجر في عام 1946. ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدث باسم حكومة النيجر للحصول على تعليق.وتزايدت التوترات بين النيجر وجارتها الشمالية ليبيا منذ أن أطاحت المعارضة بنظام القذافي في أوت الماضي. واستقبلت النيجر ما يقرب من 230 ألف لاجئ من ليبيا حارب بعضهم إلى جانب القوات الموالية للقذافي ومنحت النيجر كذلك لجوءا سياسيا للساعدي نجل القذافي.ولم تطلب المحكمة الجنائية الدولية تسليم الساعدي ولا بشير. وحذرت حكومة النيجر رعاياها الشهر الماضي من استهدافهم على أيدي ميليشيات ليبية إذا سافروا إلى ليبيا.وسعى العمال المهاجرون من النيجر التي تعد واحدة من أكثر الدول فقرا في العالم وتواجه عجزا سنويا تقريبا في الغذاء للحصول على وظائف في ليبيا المنتجة للنفط على مدى سنوات.وطلبت الحكومة الليبية الجديدة من النيجر تسليم الساعدي قائلة إن دعوته في العاشر من فيفري الليبيين للاستعداد "للانتفاضة القادمة" تهدد العلاقات بين البلدين.وتعهدت النيجر بتشديد الرقابة على الساعدي لكنها قالت إنه لا يمكن تسليمه لدولة قد يواجه فيها حكما بإعدامه.ويعتبر بشير واحدا من مستشاري القذافي السابقين الأكثر نفوذا. وكان على مدى سنوات رئيسا للشركة العربية الليبية للاستثمارات الأفريقية وهي أحد أذرع الصندوق السيادي الليبي.