حذر مفتي الديار الليبية، الشيخ الصادق الغرياني، من إعلان منطقة برقة ''إقليما فيدراليا اتحاديا''، في وقت أوردت وسائل إعلام ليبية أن شركة نفط ليبية، مقرها يقع في برقة، رفعت علم برقة فوق منشآتها. وذكرت مصادر إعلامية أنه ''رغم تأكيد المتحدث باسم الشركة، عبد الجليل معيوف، أن شركة الخليج العربي للنفط مازالت تابعة للدولة الليبية، إلا أن شهود عيان لاحظوا رفع علم إقليم برقة على بعض الحقول النفطية الكبيرة التابعة لشركة الخليج العربي للنفط في شرق ليبيا. وعلم إقليم برقة عبارة عن مستطيل أسود تتوسطه نجمة وهلال باللون الأبيض''.وتستمر خطوة إعلان برقة إقليما فيدراليا في إثارة اللغط داخل ليبيا. فقد اعتبر مفتي ليبيا أن الإعلان هو ''بداية لتقسيم ليبيا'' و''ابتعاد عن شرع الله''، محملا ''الفساد المستشري في البلاد المسؤولية عن مثل هذه الدعوات''، على حد قوله. وقال الغرياني، في بيان أصدره في وقت سابق إن ''الفدرالية هي بداية التقسيم، والتقسيم يؤدي حتما إلى الخلاف، ويفتح الباب للنزاع على أشياء كثيرة، منها مصادر الثروات، وهذا هو الذي يريده أعداء الإسلام لنا''.وأكد أنه ''كلما انقسمنا أحسسنا أننا بحاجة إلى مزيد من الانقسام، لأن الفساد لا يمكن أن يتحقق معه عدل في تقسيم الثروات''. واعتبر الغرياني أن ''الحل الحقيقي الذي يقضي على المركزية البغيضة التي هي سبب كل البلاء، هو القضاء على الفساد الإداري المتفشي، وفرض القانون، وإدارة صارمة عادلة تراقب كل مقصِّر في عمله وتعاقبه''.وأشار الغرياني إلى أن قياس ليبيا على فيدرالية الولاياتالمتحدة هو ''مغالطة كبيرة، وخطأ فادح'' لأنهما ''ليسا سواء لا من حيث الجغرافيا ولا تعداد السكان، فالمسافة بين بعض مدن الولاياتالمتحدة تصل إلى ست ساعات من الطيران، وتعداد سكانها يقرب من تعداد سكان العالم العربي''. وقال ''لو طلبنا ولايات فيدرالية تحت حكومة مركزية واحدة للوطن العربي من الرباط إلى أبو ظبي حينها يكون القياس صحيحا، لكنَّ ذلك حلم أنّى لنا به''.وردا على تهديدات رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، باستعمال القوة، أوضح أحمد الزبير السنوسي، مسؤول إقليم برقة، أمس، قائلا ''إذا كانت عنده قوة، فليستخدمها''. وقال ''هو أصلا ليس عنده قوة لكي يسيطر على ما يحدث بطرابلس أو على المدن الغربية التي يحدث فيها قتال من حين لآخر بين قبائلها، بينما المنطقة الشرقية مستقرة وهادئة وليس هناك أي قتال بين قبائلها في كافة حدودها''.وقال السنوسي، لوكالة الأنباء الألمانية ''نحن لسنا دعاة انفصال ولسنا أتباعا لأيّة دولة كانت، هذه كلها أكاذيب لا أساس لها من الصحة، وأبناء المنطقة الشرقية ضحوا بأرواحهم في طرابلس ومصراتة والجبل الغربي وفي جميع المناطق الغربية من أجل تحرير ليبيا، لا من أجل الانفصال''. وفي نيويورك، دعا رئيس الوزراء الليبي، عبد الرحيم الكيب، الأممالمتحدة لتساهم في الضغط إلى جانب ليبيا التي تطالب بتسليم أعوان القذافي وأسرته ''الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب الليبي، وتسليم ما بحوزتهم من أموال مسروقة ومهربة''، على حدّ تعبير الكيب.وكشف الكيب عن إدماج أكثر من 15 ألفا من الثوار في صفوف الجيش والشرطة، وعن اعتزام إرسال 10 آلاف ثائر للحصول على تكوين أمني. وتحدث عبد الرحيم الكيب عن ''السيطرة على الأسلحة البيولوجية والنووية التي كانت تعمل عليها ليبيا في عهد القذافي''. كما جدد المتحدث تأكيد بلاده على ''تقديم سيف الإسلام القذافي للمحاكمة داخل ليبيا''.ومن جانبه، تعهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بتقديم الدعم لليبيا. وقال بيان للبيت الأبيض إن ''الرئيس شجع رئيس الوزراء على الاستمرار في خطط إجراء انتخابات وطنية في جويلية المقبل''.
وزير الخارجية الجزائري: سنساعد ليبيا على بناء جيش وشرطة الجزائر (وكالات) أعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن بلاده ستساعد ليبيا على بناء جيش وشرطة. وأوضح مدلسي في تصريح نشر أمس أدلى به على هامش احتفالات عيد المرأة بالعاصمة الجزائرية، أن المباحثات التي أجراها خلال زيارته إلى ليبيا قبل يومين تناولت "كيفية مساعدتهم على تشكيل جيش وشرطة". وقال مدلسي "إن ليبيا تملك الوسائل للخروج من هذه المرحلة الإنتقالية ونحن سنساعدهم في حدود إمكانياتنا"، مشيرا إلى برمجة سلسلة من الزيارات الحكومية قريبا إلى ليبيا. وأكد أن المسؤولين الليبيين "أعربوا عن أملهم في تطوير التعاون مع الجزائر في شتى المجالات"، مشيرا إلى أن الطرفين تطرقا إلى الأمن على مستوى الحدود. وكان مدلسي صرح في ليبيا أن البلدين يسعيان إلى "رفع سوء التفاهم" الذي وقع بينهما، مذكرا أن موقف الجزائر بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى يندرج في إطار احترام مواقفها الدبلوماسية المبدئية. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل من جانبه، "نحن نسعى إلى مستقبل أفضل بين البلدين وإلى طي صفحة الماضي للتوجه إلى عقد شراكة حقيقية خاصة فيما يتعلق بالإستقرار الأمني".