السبيخة.. امطار مرفوقة بنزول البرد بأحجام متفاوتة    " رئيس الجمهورية لدى استقباله لوزير الخارجية الإيراني "الإنسانية قاطبة تنتفض اليوم ضدّ الكيان الصهيوني وجرائمه المستمرّة    المنتخبات المتأهلة إلى مونديال 2026 حتى الآن    /فيفا/ يحدد موعد مباراة افتتاح النسخة الثانية من كأس القارات للأندية في 14 سبتمبر    مكاتب مستقلة للخدمات الإدارية    عاجل/ وزارة الداخلية تصدر بيانا رسميا حول الاعتداء الثاني على سفينة أسطول الصمود..وهذا ما كشفته…    رئيسة الحكومة تؤكد خلال لقائها بعدد من أفراد الجالية في مصر أهمية دورهم في معاضدة المجهود التنموي في تونس    توسعة وحدة انتاجية    قائمة وحيدة برئاسة المنجي حسين مترشحة لانتخابات مستقبل قابس    وزارة الداخلية.. الاعتداء على سفينة قافلة الصمود كان مدبرا وسنكشف كامل الحقيقة للرأي العام    سيدي بوزيد: تواصل الاعتصام المفتوح لممثلي مختلف الأسلاك التربوية داخل مقر المندوبية الجهوية للتربية    عاجل/ هذا أبرز ما جاء في لقاء وزير الخارجية بنظيره الإيراني    الصيانة، الأمن وجودة الخدمات... محور زيارة وزير النقل لمحطات ومرافق شركة نقل تونس    بنزرت: حجز كميات هامة من المواد الغذائية المدعمة وتحرير محاضر اقتصادية    طقس الليلة: سحب رعدية وأمطار بالشمال والوسط ورياح قوية بالسواحل    عاجل/ موكب زفاف ينقلب الى مأتم إثر حادث مرور بهذه الطريق الوطنية    سيدي بوزيد: تقديم ورشات تكوينية في الاسعافات الأولية لفائدة الفرق الصحية المدرسية    فرنسا: اعتقال رجل طعن معلماً وتلميذاً في مدرسة أنتيب...علاش؟    عاجل: 72 تونسيًا يشاركون في أسطول الصمود    عاجل: الترجي الرياضي يعلن انطلاق تسجيل الأطفال في فرع السباحة للموسم 2025-2026...كيفاش تسجل وشنيا الأوراق اللاّزمة؟    توخّر في فطور الصباح؟ دراسة جديدة تحذّر كبار السن من العواقب الصحية    عاجل/ تجدّد الغارات الإسرائيلية على هذه العاصمة العربية    جلسة عمل في وزارة الصحة حول المخبر الوطني للجينوم البشري    المركز الوطني لفن العرائس يستقبل تلاميذ المدارس الخاصة والعمومية في اطار "مدارس وعرائس"    صفاقس: إمكانية حصول إضطراب على مواعيد سفرات اللود بين صفاقس وقرقنة    الشبيبة القيروانية: لاعب جديد في طريقه لتعزيز صفوف الفريق    بورصة تونس تتوج بجائزة افضل بورصة افريقية في نشر الثقافة المالية    مدينة دوز تحتضن الدورة ال57 للمهرجان الدولي للصحراء من 25 الى 28 ديسمبر المقبل    اليوم: مسافرين لفرنسا حضروا رواحكم... اضطرابات في الرحلات    أزمة بيئية خطيرة: ماذا يحدث في المنطقة الصناعية بغنّوش؟    بعد الظهر اليوم: أمطار غزيرة قي المناطق هذه ورياح شديدة تتجاوز 80 كلم/س    إصدار قرار بالرائد الرسمي يمنع صنع أو توريد أو خزن أو ترويج منتجات فرد الشعر المحتوية على حامض الج&65276;يوكسيليك    الديوان التونسي للتجارة يُوفّر كميّات من مادة القهوة الخضراء    قرار وزاري: منع صنع أو توريد أو خزن أو ترويج منتجات فرد الشعر تحتوي على هذه المادة    الزهروني : محاصرة مجرم خطير محل 33 منشور تفتيش ومحكوم ب60 سنة سجنا    "لنغلق كل شيء".. ايقافات واستنفار أمني في فرنسا    عاجل/ خبير أمني يفجرها ويكشف طريقة استهداف سفينتي أسطول الصمود..    هدفنا العودة الى مصاف النخبة رغم قلة التحضيرات ونقص الموارد المالية (الناطق الرسمي لاتحاد تطاوين)    إنتقالات: النجم الساحلي يتعاقد مع مدافع دولي كيني    مبابي يتألق في انتصار فرنسا على أيسلندا بتصفيات كأس العالم    الزهروني: شاب يفقد عينه في معركة بين مجموعة شبان    بداية من اليوم: إعادة استغلال خط المترو رقم 3    عاجل: اليقظة الصفراء في كل الولايات باستثناء ولاية القصرين    مسرحية «رجوم» صيحة فزع طفولية لإنقاذ البيئة    أولا وأخيرا...برك الجمل بما حمل    نحو سيادة صحية رقمية: مشروع المخبر الوطني للجينوم البشري في تونس يدخل حيّز المتابعة    المسرحي التونسي معز العاشوري يتحصل على جائزة أفضل مخرج في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    طقس الليلة: سحب رعدية مع أمطار أحيانا غزيرة بالشمال    رعاة سمّامة في مسرح الحمراء    تونس في الواجهة: محمود عباس يكرّم كوثر بن هنية عن فيلم "صوت هند رجب"    بالفيديو: شاهد كيف سيبدو كسوف الشمس الكلي في تونس سنة 2027    عاجل/ متابعة للوضع الجوي خلال الساعات القادمة..    ال '' Climatiseur'' تحت الاختبار! نصائح لضبطه مع سخانة ورطوبة طقس تونس اليوم    مدرستنا بين آفة الدروس الخصوصية وضياع البوصلة الأخلاقية والمجتمعية...مقارنات دولية من أجل إصلاح جذري    شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا: اختتام فعاليات تظاهرة 'سينما الحنايا' بباردو    الخسوف الكلي يبدأ عند 18:35... إليك التفاصيل    ''الخسوف الدموي'' للقمر يعود بعد سنوات...شوف شنيا أصلو في مخيلة التونسي    خسوف كلي للقمر في معظم الدول العربية بداية من ليلة الأحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هولوكوست...
نشر في الصباح يوم 12 - 01 - 2008

حملت الاحداث الدولية في الساعات الاخيرة اكثر من مشهد لا يخلو من الاثارة والتناقض في ان واحد ولا شك انه بين وقوف الرئيس الامريكي جورج بوش وهو يسكب دموعه امام نصب "ياد فاشيم" لضحايا المحرقة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية وبين اعلان الحكم الخاص بفضيحة ابو غريب ما يعكس الوجه الاخر لسياسة المعايير المزدوجة في
التعامل مع قضايا حقوق الانسان في حالات الحرب والسلم والاصرار على ابقاء ذكرى الهولوكوست قائمة في الذاكرة الانسانية لتبقى مصدرا دائم الاحساس بالذنب لدى الضمير العالمي وورقة للابتزاز والمماطلة بين ايدي مختلف الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لمواصلة تحقيق اهدافها الاستيطانية التوسعية...
قد تبدو المقاربة بين الهولوكوست وبين جريمة ابوغريب غير واقعية بالمرة في جذورها كما في ابعادها السياسية والتاريخية والاعلامية وحتى الدينية في نظر الكثيرين ولكن الحقيقة ان في كليهما صورة من صور الاعتداء على انسانية الانسان وكرامته وحقه في الوجود. واذا كانت تصريحات الرئيس بوش في محطته الاخيرة من زيارته الى الشرق الاوسط وقبل مغادرته تل ابيب قد شددت على ضرورة استحضار ذكرى محارق النازيين على الدوام فقد جاء القرار الخاص بشان فضيحة ابوغريب ليدعو الى ضرورة استبعادها والغائها من الذاكرة كنقطة سوداء في تاريخ الجيش الامريكي الذي جاء العراق حاملا لواء نشر الحرية والديموقراطية بعد ان تبين ان اسلحة الدمار العراقية التي تهدد الامن والسلم في العالم لم تكن اكثر من كذبة وهمية اطلقتها الاستخبارات الامريكية لتبرير الحملة العسكرية على هذا البلد...
ولاشك انه بقراره امس تبرئة ساحة ستيفن غوردن الضابط الوحيد الذي خضع للمحاكمة العسكرية بشان فضيحة ابوغريب يكون الجيش الامريكي قد اختار ان يسدل الستار على طريقته الخاصة على واحدة من اخطر وابشع الفضائح التي لاحقته منذ اجتياح العراق ويجهض بالتالي امال كل العراقيين الذين كانوا ينتظرون مثول المذنبين امام العدالة ومعاقبتهم على جرائمهم.. هو قرار وان حمل ضمنيا في طياته صك البراءة لاصحاب القرار ولكبار القادة العسكريين في الجيش الاقوى في العالم فانه لا يمكن باي حال من الاحوال ان يلغي المسؤولية التاريخية والانسانية والاخلاقية للبنتاغون وللبيت الابيض ازاء ما اجمعت مختلف المنظمات الانسانية والحقوقية على وصفها باحدى افظع جرائم العصر واكثرها انتهاكا لحقوق الانسان التي اقرتها اتفاقيات جنيف لحماية الاسرى والمدنيين في حالات السلم والنزاعات... بل الحقيقة ان مثل هذا القرار الذي ياتي بعد اربع سنوات من التحقيقات حول الجريمة التي اصابت الراي العام الدولي بالصدمة انما يعكس اصرار القيادة العسكرية الامريكية على مواصلة سياسة النعامة والهروب الى الامام والتنصل من المسؤولية او أية محاولة للوقوف على اخطائها الكارثية في العراق واخضاع خياراتها للمحاسبة والتدقيق. ولعل في اصرار الجيش الامريكي على توجيه توبيخ لفظي للضابط المعني ليس بسبب دوره ومسؤوليته في ابوغريب بل بسبب تسريبه معلومات عن التحقيق ما يؤكد لامبالاة الجيش الامريكي واستهتاره في التعامل مع الجرائم المرتكبة في ابوغريب وغوانتانامو على يد عدد من عناصره... طريقة ذكية ما في ذلك شك من شانها ان تساعد على تجاوز الجدل المثير على الساحة الامريكية وتخفف من الانتقادات الموجهة للادارة الامريكية ولكنها ايضا محاولة مدروسة لاستباق الاحداث والتطورات المستقبلية وتوفير الحصانة المطلوبة لجنودها وقطع الطريق على كل المحاولات التي يمكن ان تسعى اليها منظمات حقوقية لمحاكمة القوات الامريكية وتحميلها مسؤولية تصرفاتها وخروقاتها في مختلف المواقع التي تنتشر فيها... آسيا العتروس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.