امضي أمس بالعاصمة برتوكول اتفاق تم بموجبه دمج ثلاثة احزاب «حزب الكرامة والتحالف الوطني للسلم والنماء وحزب الامانة»، في حزب وسطي اطلق عليه اسم «حزب الأمان». وبموجب هذا التحالف اسندت رئاسة الحزب مؤقتا إلى حين انعقاد مؤتمره الاول للاستاذ الازهر بالي على أن تكون رئاسة المكتب السياسي لاسكندر الرقيق والامانة العامة لمحمد نعمون ليكون «الامان» سادس تشكيلة سياسية مدمجة في تونس بعد تحالفات الاحزاب القومية واليسارية و الاحزاب الوسطية. وتطرح هذه التحولات السياسية التي تعيشها الاحزاب الوطنية عدة اسئلة حول الاسباب المباشرة لخلق تركيبة جديدة. ولا يختلف اثنان في التاكيد على أن التحالفات هي أعلى مراحل التنسيق بين القوى السياسية المختلفة, تحالفات قد تصل إلى مرحلة الاندماج والذوبان وليس معنى وجود التحالف هو وجود الاتفاق في المبادئ والأفكار بقدر ما هو تتويج لمرحلة التفاهم حول القواسم المشتركة كما هو الحال بين قوى الائتلاف الحاكم . ومن خلال جملة الملاحظات المجردة للاحداث المسجلة وطنيا تبدو حاجة القوى السياسية للتحالفات حاجة ماسة وليست حاجة عامة كما يروج البعض لذلك فقد تجد مثلاً حركة سياسية كبيرة ولها تواجد شعبي ولها أنصار في كل مكان ومع ذلك تتحالف مع أحزاب «ضعيفة»، وذلك لحاجتها إلى الشرعية أو للحيلولة دون الوقوع في فخ ما، أو لتفادى حساسية معينة. كما يمكن لمجموعات سياسية أن تتحالف مع فرد واحد، وذلك لوجود صفات معينة لدى هذا الشخص لا تتوفر في قيادييها كما وقع في مبادرة الباجي قائد السبسي. كما يمكن للاحزاب أن تنصهر وفقا لرؤى وبرامج مشتركة شرعها في ذلك خلق خط سياسي ثالث من شانه أن يخرج الأحزاب من تحت مظلة الاستقطابات الثنائية يمين يسار لذا تعمل هذه الأحزاب على التموقع في نقطة الوسط كما هو الحال بين الحزب الديمقراطي التقدمي وأفاق تونس والحزب الجمهوري في اطار ما يعرف بالحزب « الوسطي الكبير».