أسر لي سائق سيارة الأجرة وهو يشق «طريق الموت« الرابط بين السواسي وشربان والذي تكاد تكون الحوادث فيه يومية بأن لا حاجة لأن أعتصر الذاكرة لتذكر معالمها فشربان التي احتاجت أن يحصد فيها الرصاص روح مواطن شريف أثناء تصديه لسطو مسلح على بنك لكي تهتم بها وسائل الاعلام مدينة لم يتغير فيها أي شيء فالوضع على ما هو عليه: الشوارع غير المعبدة والفضلات المنتشرة ومياه المجاري والمسالك الفلاحية والقرى المعزولة... لقد أضحت شربان حسب ما ذكره النقابي عمر الجلولي ل«الصباح» متحفا للفشل التنموي فهي تبرز كمدينة كئيبة بدون تنمية تضم أعدادا كبيرة من المحرومين والعائلات المعوزة.
مشاكل متراكمة
«الصباح« رصدت بعض مشاغل سكان شربان حيث عبر خالد سعد عن تذمر المتساكنين من تفاقم ظاهرة سرقة المواشي في ربوع شربان والتي تقوم بها عصابات مختصة. كما كانت «الصباح « شاهدا على حالة الاكتظاظ التي يشهدها دوريا مركز البريد بشربان حيث تتولى موظفة وحيدة الإشراف على انجاز العمليات المالية والبريدية للآلاف الحرفاء وقد عبرت هذه الموظفة عن حالة الإرهاق والإجهاد التي تشعر بها نظرا للأعباء المنوطة بعهدتها.
تفشي البطالة
التقت «الصباح» بمجموعة من النسوة عبرن عن حالة الغبن والقهر التي تعاني منها مدينتهنّ ووصفنها بأنها « تحت أسفل السافلين« وتقول سالمة عاشور «الناس هنا مقهورين ومغبونين« وينبع الشعور بالضيم لدى هؤلاء النسوة من تفشي ظاهرة البطالة في شربان والتي كان لها اثار جسيمة على حياة الشباب وعائلاتهم في المنطقة حيث «لا مصانع ولا موارد رزق في شربان» حسب حياة العمدوني التي أكدت ل«الصباح» أن «شباب المنطقة قد تلقفهم عالم الإجرام والانحراف او قتل الوقت في التسعة مقاهي التي تضمها المدينة».
منازل ضيقة ومتداعية
ويعتبر مطلب تحسين المسكن من أبرز المشاغل التي تؤرّق نسوة شربان في المدين حيث عاينت» الصباح «وضعية أم الخير الربيعي القاطنة بعمادة القواسم الشرقية والتي تعاني من مرض مزمن وتعيش صحبة عائلتها في غرفة ضيقة وحيدة تنام وتطبخ فيها أما خديجة الذهبي القاطنة بشربان فهي تعيش التشرد صحبة عائلتها وأجبرت على العيش في غرفة وحيدة لا يتوفر فيها الماء والنور الكهربائي أما حكاية زينة بن صالح التي روتها ل»الصباح»فهي تثير الاستغراب لأنّها تعيش بجراية لا تتجاوز 13 دينارا في منزل يرشح كلإناء في الليالي الممطرة. عائلة تستغيث « انفضوا عنا غبار الفقر والذل». وقد عاينت «الصباح» وضعية عائلة بحر الزين عمارة والتي أصرت على اصطحابنا إلى منزلها لكي تعبر عن سخطها من حالة البؤس اليومي الذي وصلت اليها عائلتها وعديد العائلات المعوزة بشربان فهي تعيش في كنف حميها المسن الذي يقوم بجمع علب الجعة لكي يوفّر مصاريف العلاج والدواء لحماتها المصابة بجلطة ويتمثل منزلهم في كوخ من الحجارة يبرز مظاهر الفقر والبؤس يحتوي مطبخا تتوسطه ثلاجة فارغة وحشايا قديمة ومهترئة ولا شيء يثير اشمئزاز بحر الزين غير حالة اللامبالاة التي تعاملها بها السلط المحلية. وقد أكد نساء شربان اللواتي حاورتهن «الصباح « على تجاهل السلط المحلية لمشاغلهن فقد أعياهن الحل والترحال على أبواب المسؤولين فحسب فاطمة بن صالح والتي تعيش بجراية تقدر ب 55 دينارا فان الإدارة تعتمد تجاههن سياسة التسويف والانتظار المقيت شعارهم «استنى شهرو انشاء الله «و قد أكد النقابي عمر الجلولي أن السلط المحلية تعتمد إزاء العائلات المعوزة بشربان وعودا ومسكنات معتبرا أن التسريع بإنشاء المنطقة الصناعية بشربان وجلب المستثمرين هو الحل الأنجع لتحسين مستوى الدخل بالجهة.