«وردة الصحراء» كما تلقبها مجلة «فوغ»، لطالما اعتبرت في نظر الإعلام الأوروبي «بريق أمل» وفرصة لفتح سوريا على نمط الحياة الغربي عبر الفن والعمل الخيري. فلم يكن متوقعا ممن حصلت على الميدالية الذهبية من قبل الرئاسة الإيطالية ل»أعمالها الخيرية» عام 2008 من أن تكون شريكا في أعمال «لا إنسانية.» ففي إحدى إيميلات زوجها «الأسد» تلقب أسماء نفسها ب»الديكتاتور الحقيقي» مشيرة إلى أنّ زوجها «لا يملك حلا آخر». بلكنتها البريطانية «سحرت» أسماء الأخرس السوريّين ومثّلت واجهة لامعة لنظام لم يكن يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط الإعلامية الغربية، أما هي ف»أيقونة» عربية تثيرشهية عدسات كاميرآت مجلات الموضة والأناقة في العالم، فوصفتها مجلة «آل» الفرنسية بأنّها «أكثر النساء أناقة في السياسة العالمية.»وكتبت عنها «باري ماتش» الأسبوعية الفرنسية أنّها «أساس النورفي بلد مليء بالظلال»، حتى إنّه حينما حذر مستشارو رئيس فرنسا نيكولا ساركوزي من طغيان نظيره السوري أجاب:»لا يمكن أن يكون سيئا جدا مع إمرأة عصرية كهذه.» ولدت «أسماء» في لندن وقضت هناك 25 عاما، درست الإعلامية لكنّها بدأت حياتها المهنية في أحد أكبرمصارف أوروبا قبل أن تتزوج بشار الأسد عام 2000، وتتفرغ لمنصب «السيدة الأولى». هوس الموضى السيدة الأولى تحولت بين ليلة وضحاها إلى» ماري أنطوانيت» سوريا، بعد أن شبهت كثيرا بالأميرة ديانا، فعندما كان آلاف السوريين في الشوارع يواجهون الدبابات والموت الذي يزورهم في أثواب عدة، كانت زوجة الرئيس تتسوّق على شبكة الأنترنات فتقتني الغالي والنفيس من الماركات العالمية وتنفق عشرات آلاف الجنيهات حتى تحصل على آخر موديلات الأحذية من «كريستيان لوبوتان» أو أواني الكريستال من «هارودز» حسب ما كشفته صحيفة «الغارديان» البريطانية. وحينما تحولت الأزمة إلى انتفاضة مسلحة في شوارع سوريا، أجرت «أسماء» اتصالا مع تاجرفنون من لندن يتعلّق بأعمال فنية راوح سعرها بين 5 و35 ألف جنيه إسترليني. وبالرغم من حياة الرفاهية والهوس بالموضى والماركات العالمية الذي كشف مؤخرا عن «أسماء الأسد» فإنّ «وردة الصحراء» ليست محل ترحيب كامل لدى «آل الأسد» نظرا إلى أصولها السنّية، فعائلاتها هاجرت إلى بريطانيا من مدينة حمص، التي شهدت مؤخرا «مجازر» وشهدت في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد حملة في الثمانينات في القرن الماضي، لكنّ البريطانية الحمصيّة لا تولي بالا لدماء السوريين ومطالبهم فهي مشغولة بآخر أخبار دور الأزياء الفرنسية والإيطالية.