مشاغل مطروحة بحدّة ومقترحات سترفع للحكومة تونس - الصباح:يبدو أن اعتماد السلم الجديد لتعيير الحبوب في نسخته المعدلة هذا الموسم لم يمر دون إثارة تحفظات بل واستياء المنتجين اعتبارا لاستثنائية العوامل المناخية التي عرفها موسم الزراعات الكبرى هذا العام وأثرت بشكل واضح على حجم ونوعية الانتاج بنسبة نقص ناهزت 30% حسب مصادر فلاحية مهنية وصفت هذا النقص الهائل بغير المتوقع... وقع تداعيات العوامل المناخية كان ثقيلا على مردودية محاصيل شريحة هامة من المنتجين رغم الاجراءات الرئاسية المقرة للتخفيض من المعايير المعتمدة في سلم التعيير من حيث الشوائب والتفرقع... وذلك مراعاة للظروف الخاصة التي ميزت موسم الحبوب.. وتخفيفا من عبء تداعياتها على الفلاحين. ولئن يثمن المنتجون عاليا هذه الاجراءات الى جانب قرار الترفيع في سعر الحبوب عند الانتاج بدينار معتبرين أنه لولا هذه اللفتة لكان الوضع كارثيا بالنسبة لعدد من المزارعين فإن ذلك لم يحل دون مواجهة اشكاليات هامة ومفاجآت غير سارة بالمرة سجلتها المنظمة الفلاحية جراء اضطرار عدد من المنتجين الى بيع منتوجهم بأسعار تقل عن تلك التي تحصلوا عليها العام الفارط رغم قرار مراجعة أسعار الحبوب الصادر هذا الموسم بحكم تطبيق سلم التعيير الجديد الذي جاء في ظرف غير ملائم باعتبار خصوصية العوامل المناخية وهو ما جعل المنتجين يطالبون بادراج عنصر العوامل املناخية بصفة آلية ضمن المعايير المعتمدة صلب هذا السلم حتى لا يضطر الفلاح الى التنازل والتفويت بيمناه في ما أخذته يسراه من امتيازات واجراءات مساندة ودعم مراعاة لتضحياتها..وعلى ذكر سلم التعيير تفيد المعطيات المتوفرة لدينا أن المقترحات التي قدمتها المركزية الفلاحية أثناء دراسة ومناقشة مراجعة السلم لم تؤخذ بالاعتبار ولم تجد المنظمة أثرا لها عند صدور النص الجديد. آليات مساندة على صعيد آخر ومن خلال الزيارات الميدانية التي اداها رئيس المنظمة الفلاحية مبروك البحري مؤخرا الى عدد من مناطق الانتاج متابعة لموسم حصاد وتجميع الحبوب وهو في لمساته الأخيرة تم التوقف عند جملة من المشاغل المستعصية التي يواجهها المنتجون الى جانب مسألة سلم التعيير وتتعلق بعدم توفر الامكانيات المادية خاصة التجهيزات لدى عدد هام من المنتجين للقيام بعمليات التصفية والتنظيف لمنتوجهم قبل تسليمه لمراكز الجمع باعتبار أهمية هذه العملية في التنقيص من الشوائب ومن الاجسام الدخيلة التي من شأنها أن تؤثر على مقاييس جودة المنتوج عند تعييره وبالتالي على سعر البيع، ويتمثل اقتراح المهنة في هذا الصدد في دعوة ديوان الحبوب والتعاضديات المركزية الى معاضدة جهود الفلاحين في هذا الجانب وتمكينهم من معدات التنظيف أو توفير آليات دعم جديدة لاقتنائها. استخلاص الديون وككل سنة تطفو مسألة طرح نسبة الخصم من عائدات البيع الراجعة للبنوك لتسديد جانب من ديون الفلاحين على السطح ويبدو ان عودتها هذا الموسم كانت بأكثر حدة لطبيعة وخصوصية الموسم حيث تمت افادتنا بأن المقترحات الصادرة في هذا الشأن تدعو الى ضرورة مراجعة نسبة الخصم المقدرة بنحو 70% مراعاة للظروف الاستثنائية التي تميز المواسم الصعبة والتي تخرج عن نطاق الفلاحين، كما يطالبون بتوجيه نسبة الخصم الى خلاص أصل الدين وليس قيمة الفوائض كما هو الشأن حاليا. وعلمت «الصباح» أنه في ضوء الاستماع الى مشاغل الفلاحين وزيارات المتابعة الميدانية عقدت المنظمة الفلاحية اجتماعا لتدارس الأوضاع والمقترحات الصادرة عن المهنة وأعدت تقريرا في الغرض وعدت برفعه الى الحكومة ضمنته مقترحات تهم عديد الملفات ومنها أساسا سلم التعيير والقروض الفلاحية وآليات الدعم والمساندة.. لتثمين جهود الفلاحين وحثهم على مواصلة البذل والعطاء من أجل الاسهام الفاعل في تحقيق الاكتفاء الغذائي في هذا القطاع الاستراتيجي ودعم مردوديته.