كشف المؤرخ خالد عبيد ل"الصباح" عن آخر المستجدات بخصوص ملف استرجاع رفات من تم إعدامهم اثر ما سمي محاولة انقلاب ديسمبر 1962، إذ أوضح أنه في آخر لقاء مع اللجنة العسكرية المكلفة بالملف، وافقت عائلات العكرمي، والقفصي، وبركية، على أن يقع فتح قبر الأب أو أقاربها باعتبار أن كل من عبد العزيز العكرمي الهادي القفصي، والحبيب بركية ماتوا وهم عزاب ولم يتسن لتحاليل الحامض النووي التي أجريت على اخوتهم من تحديد هوية الرفات، وبالتالي ستستخرج عينة من قبر أحد الوالدين قصد اخضاعها لتحليل الحامض النووي. وقال إن اللجنة العسكرية اضطرت إلى استدعاء هذه العائلات الثلاثة لكي توضح لها الأمر فما كان لهذه العائلات الا الاستجابة لهذا المطلب، وسيتم موافاة اللجنة العسكرية بالموافقة المكتوبة في الأيام القادمة.. وعن آخر ما يتعلق باللجنة المزمع تكوينها، ذكر أن أهدافها هي العمل على استرجاع الرفات وعلى اعادة الاعتبار التاريخي لمن تم اعدامهم بالنظر إلى أن الظروف التي حفت بالاعتقال وخاصة منها المحاكمة غير العادلة، تتطلب رفع ما يمكن تسميته ب"المظلمة التاريخية". والنظر في كيفية استرداد حقوقهم والتعويض وفق آليات العدالة الانتقالية، وأيضا تشجيع الدراسات التاريخية الأكاديمية الموضوعية والمتوازنة حتى يتبين للجميع حقيقة ما حدث في تلك الفترة. وعقّب عبيد بقوله:" لكن سيحدث بعض التغيير في ما يخص تسمية اللجنة وأعضائها والصيغة التي ستكون عليها بالنظر إلى أن التطورات في هذه الأيام مكنت من استجلاء من يقف وراء الستار للدفع نحو توظيف قضية هاته العائلات خاصة اثر الرسالة المبطنة التي وجهتها اليه من خلال حوار جريدتكم معي بتاريخ 31 مارس المنقضي، وجاء الرد سريعا وقد تلقيته بكل سرور". وشكر بعض ممثلي العائلات التي عبرت عن ثقتها المطلقة فيه ولم تضعف أمام حجم الضغوط الهائلة التي سلطت عليها، كي تتنصل منه، كما يتفهم في ذات الوقت من بدا محرجا منهم. وهذا يؤكد مرة أخرى -حسب اعتقاده- مدى سلامة التوجه الرامي إلى عدم تسييس التاريخ والنأي به عن التوظيفات من هنا وهناك. مشددا على أن هذه اللجنة ستتحرك بعيدا عن أي تجاذب كان، إذ أن مهمتها الوحيدة هي كشف الحقيقة والإنصاف. ان الاستغراب يظل قائما وبعد المعلومات التي كشفها لنا المؤرخ خالد عبيد في ما يتعلق بمسألة استرجاع رفات من أعدموا اثر ما سمي بمحاولة انقلاب تجاه1962، اصرار البعض على انكار كل التقدم الذي حصل في هذا المجال والذي قد يفهم منه استهدافا لمصداقية المؤسسة العسكرية ولجهدها الكبير الصامت في هذا الموضوع.. كما قد يفهم منه رغبة من البعض في تغييب الدور الذي قام به المؤرخ في هذا المجال.