- جلسة أخرى مرطونية كانت انعقدت يوم 2 أفريل الماضي لم تحمل الجديد معها سوى إعلان المحكمة على استكمال حيثيات ملفات شهداء وجرحى تالة خاصّة واستعدادها لسماع مرافعات المحامين ... يقابلها في الواجهة الأخرى من المشهد وجع وحيرة وألم وانتظار لدى أهالي الشهداء والجرحى يلفّهما غموض وقتامة في المشهد بكلّ تفاصيله ... فاللّون الأسود مازال حاضرا بقوّة في القاعات المعدّة لمتابعة سير المحاكمة ، وانتفاضة جرحى الثّورة اللاّفتة للنّظر هذه الأيام تطرح بشكل جدّي عديد الأسئلة العميقة حول أسباب هذا التأخير ومدى وضوح سير المحاكمة في ذهن أهالي الشّهداء ، مقارنة بانتظاراتهم وما يضمن عدالة مطالبهم .. هذه الأسئلة وغيرها طرحتها ا» الأسبوعي على العديد من الأطراف الفاعلة في قضيّة ما يعرف بشهداء وجرحى تالةوالقصرين والقيروان وتاجروين .. عودة الثقة أعرب حلمي الشنيتي أخ الشهيد غسان الشنيتي عن ارتياحه لسير الجلسات الأخيرة حيث قال: «تابعنا من خيمتنا أداء جيّدا لكلّ الأطراف المتدخّلة في المحاكمة من محامين وقضاة وهو ما ساهم في تقدّم سير المحاكمة بعد مكافحات حاسمة واستنطاق شهود جدد ... لقد عادت ثقتنا في قضائنا العسكري؛ فلأول مرة نشعر بارتياح تام رغم ضبابية موعد الحسم وما ستسفرعنه الجلسات القادمة ...» وقال أيضا :» لا يجب أن يتركّز الاهتمام حول المتهم منصف العجيمي الذي استأثر في الأسابيع الفارطة باهتمام إعلامي كبير وننسى بقية المتهمين ... نحن عملنا وما نزال نعمل على مساعدة القضاء بكلّ جديد حتى نساهم بدورنا في كشف الحقائق وفي توفير محاكمة عادلة لإنصاف شهداء الوطن ؛ فالعالم بأسره يتابع اليوم هذه المحاكمات التاريخية التي يجب أن يكون فيها قضاؤنا كما ثورتنا نموذجا يحتذى به عربيا ودوليا.» ويضيف محدّثنا : « الامّهات هن أكثر الأطراف التي تنتظر نهاية لهذه المحاكمة حتّى ينمن نومة هادئة بلا كوابيس ...فساعدوهن على ذلك .» قربنا من الحقيقة من جهته اعتبر نبيل السائحي أخ الشهيد وجدي أنّ الجلسات الأخيرة التي شهدت مكافحات بين منصف العجيمي وبشير بالطيبي المتهمين الرئيسيين في قتل أخيه الشهيد وجدي السائحي يوم 12 جانفي 2011 من جهة والمنصف العجيمي والشهود من جهة أخرى ،قرّبتنا من الحقيقة بعد ما تمّ سماعه من معلومات جديدة أدلى بها الشهود وكذلك من تضارب في أقوال المتهمين .. وهو مؤشّر إيجابي قد يدفع بسير المحاكمة إلى الترفيع في نسق سرعتها ...» ويضيف السائحي :»لقد كانت الجلسة في مستوى انتظاراتنا من حيث التّقدّم نحو ساعة الحسم الذي ينتظرها الجميع ، وكلّ ما يخيفنا في الحقيقة هو البطء في الإجراءات «... كما طالب السائحي المحامين المتطوّعين للدفاع عن الشّهداء والجرحى بإكمال مهمّتهم الوطنية والتاريخية في الدفاع عن حق شهداء تونس .. المحاسبة ثمّ المصالحة كمال المحفوظي أخ الشهيد شوقي المحفوظي من تاجروين اعتبر أنّ القضاء يبذل مجهودات كبيرة من أجل كشف الحقائق وقال :» إنّ هناك من يريد المصالحة قبل المحاسبة وهو أمر نرفضه رغم أنّ والدي مثلا عبّرعن رغبته في مسامحة قاتل أخي ... نحن لسنا طلاب ثأر و لا يمكن أنّ نكون خارج السرب عندما تتحقّق محاكمة عادلة ، فقاتل أخي معروف لدينا وقد اتصل بي هاتفيا من «تاكسيفون « يطلب التنازل عن حقّنا في متابعته .. لقد طالت المحاكمة حسب محدّثنا وآن الأوان أن تصدر الأحكام لتهدأ النّفوس وتستريح الأجساد المنهكة ...» لا نريد كبش فداء واثق غضباني منسق عائلات شهداء القصرين وأخ الشهيد بلقاسم الغضباني قال :»لدينا ثقة كبيرة في القضاء العسكري، وإنّ كان قد أخذ الوقت الكافي للقيام بعمله فنحن لا يمكن أنّ نضغط عليه لأجل الإسراع في إصدار الأحكام ، فمازال لنا من الصّبر ما يكفي لنرى محاكمة عادلة ..لقد عملنا كأهالي الشهداء على توفير الظروف الملائمة للمحاكمة وقرّرنا عدم التواجد في قاعة الجلسات لنمكّن كلّ الأطراف من قضاة ومحامين ومتهمين وشهود من التواصل بشكل مريح ودون مؤثرات. و عليه فلا نريد كبش فداء يضيف الغضباني فنحن نعرف قتلة أبنائنا ولا يجب أن تتعّذّب عائلات بدون وجه حق و بسببنا كما عذّبنا نحن ...» ملفّات لجرحى جدد لمزيد الإلمام بحيثيات سير المحاكمة وجاهزية الملفّات التقت «الأسبوعي» بماهر بوعزّي أحد محامي عائلات الشّهداء الذي عبّر عن ارتياحه لسير المحاكمة في هذه المرحلة حيث قال: «الآن أجزم بأنّ سير المحاكمة في طريق سليم بإدارة جهاز قضائي ممتاز ، فالأبحاث لم تسر بطريقة ممنهجة في البداية حيث انطلقت الأبحاث تنازليا أي من بن علي المتّهم الرئيسي إلى العون المنفّذ للأوامر ولو كان الأمر بطريقة معكوسة لكّنا الآن في مرحلة متقدّمة من المحاكمة ...» و عليه يضيف البوعزّي:» فإنّ المحاكمة ما تزال بعيدة عن نهايتها رغم أنّ ملفّات الحقّ الشخصي للشّهداء وجرحى الرّصاص جاهزة ...والمحكمة من جهة أخرى بصدد فتح ملفات جديدة لجرحى آخرين بلغت إلى حدّ الآن خمس ملفات ، سيتمّ فيها التحقيق وقد يستغرق ذلك وقتا طويلا ..» توفيق الحافظي